اتصل بنا

إبداع

علم الفلك من أبرز اختراعات البشرية

يبقى علم الفلك واحدا من أقدم العلوم الطبيعية في التاريخ، ومن أبرز اختراعات البشرية والذي ظل مرتبطا بكل الأزمان والعصور، منذ نشوء الإنسان وحتى يومنا هذا، كما ويباهي هذا العلم بقية العلوم بأنه حاجةٌ ماسة لكل المكونات الإنسانية، إذ يستخدمه العلماء للكشف عن خبايا الكون، والعامة لقراءة الحظوظ والطوالع، إذ ما من فئة أو شريحة أو فرد في هذا العالم يتجاهل علم الفلك ولو اختلفت النظرة والاستخدام له بين الجد والرفاهية.
حركة الكون وتطوره، المجرات، الكواكب، الكواكب القديمة، الكوكب الحديثة، الشمس والقمر، المسافات، الأوزان، الأطوال، الارتفاعات، الزمن، التوقيت، الحركة والثبات، الانسيابية، النسبية… إلخ، كل هذا خضع ويخضع لعلم الفلك منذ نشأة هذا الإنسان.
إن الكثير من الأمم التي سادت في عصور غابرة قامت حضاراتها على علم الفلك، وكانت حركة السفن والإبحار بين مياه العالم تخضع لعلم الفلك وتتطور بتطور نظرياته وأحكامه.
بدأ كل شيء بفكرة، حتى وصلنا إلى يوم بتنا فيه نرى تفاصيل السماء من سطح الأرض، وكذلك أعماق البحار والمحيطات. وحتى الكائنات الدقيقة التي لا ترى بالعين المجردة اشتغل علم الفلك لعصور طويلة حتى أوجد لها أدوات تجعلها تُرى بأحجام مكبرة بمئات المرات عن حجمها الطبيعي.
إنه علم الفلك، الذي لا يعلوه ولا يقترب منه علم آخر، العلم الذي إذا اختفى (فرضيا) ستختفي معه حضارات العصر الحالي، وتزول حقائق الماضي، فيموت المستقبل تلقائيا.

– ما هو علم الفلك؟
اصطلاحا، العلم هو المعرفة المناقضة تماما للجهل بالشيء، والفلك هو مدار النجوم، وجمعه أفلاك. وفي معجم الوسيط، جاء أن الفلك هو المدار الذي يسبح فيه الجرم السماوي والفلكي. ويقال لمن يعمل في الفلك بأنه فلكي.
يستخدم علم الفلك في الرياضيات والفيزياء الكيماء، وحديثا أضيف لها علم البرمجيات القائم على الحواسيب والتقنيات التي لم تكن موجودة في سالف الأزمان. يستخدم علم الفلك هذه العلوم بهدف واضح وهو شرح أصول وتطور الظواهر والأجرام.
إن الأجرام التي يشتمل عليها علم الفلك هي الكواكب والأقمار والنجوم والسدم والمجرات والمذنبات، وكذلك الظواهر ذات الصلة مثل انفجارات المستعرّ الأعظم، الكوكب الذي استهلك العلماء خمسة عصور حتى عثروا عليه بفعل التطور العظيم لهذا العلم.. وكذلك انفجارات أشعة جاما، والنجوم الزائفة والنجوم الزائفة المتوهجة، والنجوم النابضة، وإشعاع الخلفية الكونية الميكروي.
بصورة عامة، يدرس علم الفلك كل ما ينشأ خارج الغلاف الجوي للأرض، وعلم الكون هو قسم من أقسام علم الفلك، الأمر الذي يرفع علم الفلك، من الناحية العلمية، إلى مرتبة أعلى من الكون، ذلك حين يكون الكون وكل ما يتعلق به جزءا مما يتناوله هذا العلم.

لعلم الفلك فرعان: علم الفلك النظري، وعلم الفلك الرصدي. علم الفلك الرصدي يركز على الحصول على البيانات من ملاحظة الأجرام الفلكية، بينما علم الفلك النظري فيعمل على تطوير نماذج الحاسوب، وعلى التحليل بهدف وصف الظواهر، والفرعان، النظري والرصدي يكملان بعضهما بشكل متلازم، إذ يسعى النظري لتأكيد الرصدي وشرح نتائجه، بينما يؤكد الرصدي نتائج النظري. إن علم الفلك واحد من أهم العلوم التي تتلازم فيها فروعها بشكل متين، كيف لا وهو العلم الذي لا يقبل نسبة خطأ ولو 1 في المائة؟.

– تاريخ علم الفلك:
منذ أقدم العصور البشرية نشط مفكرون في مجال النجوم والشمس والقمر والكواكب، ووضعوا نظريات كانت بدائية آنذاك، قبل أن تثبت صحة 80% في المستقبل الأول، وفيما بعد توصل العلماء إلى توصيفات صححت نسبة الأخطاء كلها، إذ لم يعد هناك من مجال للخطأ وذلك حين بدأ العالم في العقود الستة الماضية بغزو الفضاء وإرسال بشر إلى الكواكب وتحت شعار “أرواح رواد الفضاء أولاً” ما يعني أن الرحلة مضمونة السلامة 100% وهذا لا يتأتى إلا من علمٍ مكفول الصحة بنسبة 100%.
تركز الإبداع الفلكي في العصور الأولى، في بلاد ما بين النهرين وبلاد الإغريق، وبلاد فارس، وبلاد الهند والصين ومصر وأميركا الوسطى، إذ تمت دراسة النجوم باستخدام العين المجردة وبدون أدوات، ليتطور الأمر إلى وضع أفكار حول الكون وتطوره. آنذاك، كان علم الفلك عبارة عن خرائط لمواقع النجوم والكواكب ما يسمى اليوم بعلم القياسات الفلكية.
لاحقا، في العصور القديمة أيضا، تم ربط الفلك بالفلسفة لاستكشاف طبيعة الشمس والقمر والأرض، وفي هذه الجزئية تحديدا يعترف الفلكيون بدور الفلسفة في تقريب المسافات بينهم وبين الشمس والقمر، لكن هذا ساعد بطبيعة الحال على تحول الفلاسفة الناشطين في ميادين الشمس والقمر والأرض، إلى علماء فلك، ما أدى إلى تلازم المسارين “الفلكي والفلسفي” حتى يومنا هذا.

في العصور الوسطى، نشط فلكيون مهمون أمثال ريتشارد والينجفورد الذي قدم اختراعا مهما “الساعة الفلكية”، وتم في تلك الحقبة قياس الزوايا بين الكواكب والأجسام الفلكية الأخرى، إضافة إلى رسم خط استوائي يساعد على التنبؤ بالكسوف.
ناقش “نيكول أرسمه” وجان بوريدان الدليل على دوران الأرض ونجحا في الكثير مما وضعاه من نظريات، علما أن علم الفلك استفاد كثيرا من مغامرات الرحالة العالميين كابن ماجلان وكريستوف كولومبوس وفاسكو دا غاما وابن بطوطة وغيرهم… ومن ثم طوّر بوريدان نظرية الزخم وهي المقدمة للنظرية العلمية الحديثة للقصور الذاتي، وكانت نظرية الزخم آنذاك قادرة على إظهار الكواكب وإثبات أنها تتحرك دون تدخل من الملائكة وفق ما كان شائعا آنذاك.
في العصر الإسلامي، ازدهر علم الفلك، وقد وصف عبد الرحمن الصوفي مجرة أندروميا “أكبر مجرة في المجموعة المحلية” بكتابه (صور الكواكب الثمانية والأربعين)، كما شاهد المصري علي بن رضوان وفلكيون صينيون كوكب المستعرّ الأعظم، علما أن علماء الفلك المسلمين عانوا في البدايات من ملاحقة السلطات السياسية والدينية لأنشطتهم، من كون الدين يعزو كل شيء للإله الخالق، قبل أن تبرز حركة دينية ثقافية أقنعت الخلفاء الأمويين والعباسيين بتلازم الدين والعلم، وعدم التعارض بين القرآن الكريم والعلم بشيء.
وفي العصور الحديثة تطور علم الفلك على نحو مثير، وكان لاكتشاف التلسكوب أولا، ومن ثم تطويره على يد نيوتن ثانيا، الدور الأكبر في التطورات الهائلة التي حصلت وتحصل إلى يومنا هذا، إذ أدى تطويره إلى مزيد من الاكتشافات. وفي عصورنا هذه صنّف الإنكليزي جون فلامستيد 3000 نجم، ووضع نيكولاس لويس فهارس نجمية أكثر شمولا، فيما أعد هيرشل فهرسا مفصلا عن السدم والعناقيد. وفي العام 1781 اكتشف كوكب أورانوس وكان بداية لاكتشاف مجموعة الكواكب الجديدة التي تمكن علماء القرن العشرين من تسهيل عمل السلطات في أميركا والغرب الأوروبي وروسيا والصين من غزوها والبدء بالإعداد لمرحلة ما بعد الأرض، بحيث يفكر منظرو السياسة العلمية في الدول المتقدمة بإرسال البشر إلى الكواكب الأخرى في ظرف 250 سنة من الآن، لتصبح الأرض كوكبا بالياً أدى الغرض من نشوئه وانتهى، علما أن هذا ما يزال في الإطار النظري، البعيد منطقيا، عن التطبيق الفعلي.

– من اخترع علم الفلك؟
لم يعثر على شخص عبر التاريخ سجل باسمه إنجاز اختراع علم الفلك، إذ قيل في أسفار قديمة بأن معظم البشر في العصور الأولى للإنسان الحالي، كانوا فلكيين، والسبب في ذلك أن قلة وسائل الحياة الاجتماعية في تلك الدهور كانت الدافع لدى أي شخص للتأمل في السماء ومحاكاة النجوم والكواكب والشمس والقمر، والأخيران حظيا بالعبادة لدى أقوام كثيرة قبل إرسال الله سبحانه وتعالى الأنبياء والرسل والكتب السماوية.
لذا، فإن براءة الاختراع لعلم الفلك تنسب عادة لأمم وشعوب وأقوام عاشوا في الحقب الأولى للبشرية التي نعرفها وليس لأشخاص بعينهم.
ويتصدر البابليون والمصريون واليونانيون والهنود والفرس القائمة، إذ كانوا أول من طرح النظريات ووضع القياسات والحسابات التي دلت على ريادتهم لهذا المجال العلمي الرحب.
• علم الفلك عند الفراعنة:
نشأ الفراعنة على علم الفلك قبل أي علم آخر، وكان ذلك قبل 6000عام حين اعتمدوا الشمس للحساب، وعلى حساباتهم هذه عولت الشعوب والأمم التالية في حساباتها لكل شيء. ويعود للفراعنة الدقة في حساب فيضان نهر النيل “16 يونيو” من كل عام وذلك بمجرد ظهور الشعرى اليمانية عند الفجر من وراء الأفق الشرقي لمدينة “منف” جنوب غرب القاهرة اليوم.
الفراعنة حسبوا أيام السنة بـ 365 يوما، وقسموها إلى 12 شهرا ومدة كل شهر 30 يوما، فيكون المجموع 360 يوما ما جعلهم يعتبرون الأيام الخمسة المتبقية عطلة، قبل أن ينتفض الفلكيون الغرب في عصور تالية ويحسبوا بدقة متناهية بقاء ست ساعات من كل عام خارج الإطار الزمني للشهور والأيام والساعات المصرية تلك، فجمعوها على أربع سنوات وصنعوا منها يوما كاملا يضاف إلى أيام شهر فبراير مرة واحدة كل أربع سنوات ما يسمى اليوم بالسنة الكبيسة.
ابتكر الفراعنة أيضا الساعة الشمسية “المزولة” عام 1500 قبل الميلاد، ورصدوا النجوم وقسموها إلى قسمين: نجوم لا تفنى ونجوم لا تتعب، والطريف أن النوعين تمت تسميتهما بالنجوم المصرية، في تفضيل على أنواع أخرى من نجوم لم يرَها المصريون محسوبة على شعوب أخرى إن وجدت تلك النجوم أصلا!
• علم الفلك في العصر الجاهلي:
ألمّ الجاهليون بالمبادئ الأولية لعلم الفلك لتغطية حاجياتهم وتأمين حلول لمشكلات أيامهم، وذهب بعضهم إلى تقديس الكواكب (عرب تيم عبدوا عطارد). آمنوا بالأبراج واستخدموا النجوم كدليل في التنقل والسفر. حتى الآلهة التي عبدها العرب قبل الإسلام في شبه الجزيرة العربية كانت ترمز للشمس وكواكب أخرى وليس لمعاني وتفاسير غير ذلك.
• علم الفلك في العصر العباسي:
نشط العباسيون على نحو واسع في علم الفلك مكنهم القيام باكتشافات تضاهي اكتشافات اليوم إذا عزلنا الأدوات المستخدمة في عصرنا الراهن عند المقارنة. فالعباسيون استخدموا الوساطة الرياضية في حسابات المسائل الفكرية وبصورة أعظم بكثير مما أتى به الإغريق. كما واستخدم العباسيون آلات رصد أكثر تطورا منها في بلاد الإغريق، بل وذهبوا أبعد من ذلك في تحدي اليونانيين حين وضعوا مناهج فلكية لم يسمع به الإغريق ذاتهم.
الخلفاء العباسيون اقتنعوا بأن نهوض الأمم لا يكون إلا بالعلم، فلم يعتمدوا على علماء أجانب بل أتوا بمناهج أجنبية وشرعوا للعلماء المسلمين بتطويرها فخرج العصر العباسي بنتيجة أنه كان عصر العلم والانفتاح على العالم الأشمل.
أنشأ الخليفة المأمون مراصد عديدة، كما وأقام العالم موسى بن شاكر مرصدا خاصا في منزله، وأنشأ السلطان شرف الدولة البويهي مرصدا في قصره ببغداد. اخترع العباسيون المزولة الشمسية والساعة المائية لتحديد الزمن. كما واشتهر بنو الصباح (ثلاثة أشقاء) بصناعة الآلات، وألفوا كتابا بعنوان ” برهان صناعة الاسطرلاب”، فيما برع أحمد الصاغاتي بمعالجتها (صيانتها).
اشتهر من العباسيين في علم الفلك البتاني وأبو الحسن الصوفي والبوزجاني وابن يونس والمجريطي وغيرهم.

• من رواد علم الفلك:
من الصعب إحصاء رواد علم الفلك بدقة، فالتاريخ يحفل منذ نشأته بالعشرات، وفي كل عصر هناك عشرات آخرون أبدعوا في هذا المجال الفضائي الرهيب، إلا أنه حين نصل إلى اختيار بعض الأسماء لتكون الناطقة باسم هذا العلم فإننا سنلجأ إلى من كان لهم اليد في صنع نقاط التحول في الفلك وعلمه وعالمه في كل العصور.
نذكر منهم عبد الرحمن الصوفي ونيكولاس كوبرنيكوس وغاليليو غاليلي وجيوفاني كاسيني وإسحق نيوتن وويليام هيرشل وألبرت أنشتاين، وآخرهم ستيفن هوكينغ المتوفى في العام 2018.

– فروع علم الفلك :
لدينا فرعان لعلم الفلك، الأول البصري والآخر غير البصري. علم الفلك البصري يشتمل على عمليات رصد باستخدام التلسكوب البصري الحساس في نطاق الألياف المرئية من الضوء. أما علم الفلك غير البصري فيستخدم أدوات لدراسة الأجرام السماوية ضمن نطاق الضوء غير المرئي، ويمكن تقسيمه حسب أطوال الموجات الضوئية إلى ثلاثة أقسام: علم الفلك المعتمد على استخدام الأشعة تحت الحمراء، وعلم الفلك المعتمد على استخدام أشعة جاما، وعلم الفلك المعتمد على أشعة الراديو.
وإذا أردنا المقارنة بين الفرعين من حيث قوة العلماء، فإن علم الفلك غير البصري يبقى أجدر وأقوى لكون علمائه اشتغلوا عليه قبل اختراع التلكسوب بعصور وأجادوا في نقل العالم من محطة إلى أخرى على نحو يصعب تصديقه.

أقسام علم الفلك:
كل قسم من أقسام علم الفلك يدلل اسمه عليه وعلى طريقة عمله واستخداماته، ويبرز لدينا علم الفلك الكوكبي وعلم الفلك النجمي وعلم الفلك الشمسي وعلم الفلك المجري وعلم الفلك الكوني “علم الكونيات”.
• علم الفلك الكوكبي: علماء هذا القسم يهتمون بدراسة الكوكب المتواجد على مجموعتنا الشمسية داخل أو خارج المجموعة. كذلك يركزون على دراسة الكويكبات والمذنبات.
علك الفلك النجمي: علماء هذا القسم يركزون على كل ما يتعلق بالنجوم، من خلق وتطور وموت، ويستخدمون أدوات لدراسة الأجسام، وكذلك يستخدمون المعلومات التي حصلوا عليها لإنشاء نموذج فيزيائي للنجوم.
علم الفلك الشمسي: علماء هذا القسم يقتصرون على دراسة الشمس، برغم ثباتها وعدم تغيرها بالمطلق.
علم الفلك المجري: يحدد علماء هذا الكوكب نشاطهم بدراسة الأجسام الموجودة في مجرة درب التبانة حصرا.
علم الكونيات: يعتمد علماء هذا القسم على النموذج، ويشمل عملهم على أصل وتطور بنية الكون، ويهتمون بالصورة الشاملة.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن المتخصص بقسم ما، لا يمكنه الإبداع في قسم آخر وإن كان على اطلاع متقدم في باقي الأقسام، فالتخصص في علم الفلك أول علامات البراعة والمهارة، ولتقريب الفكرة نشير إلى أن خريج الرياضيات والفيزياء والكيمياء (المواد الثلاثة التي يتألف منها علم الفلك) يدرس الاختصاصات الثلاثة في الجامعة، لكن عندما يصبح مدرساً يتخصص بنوع واحد فقط، وربما بنوع آخر عند اللزوم.
أهمية علم الفلك:
لعلم الفلك تاريخ طويل وحافل بالتطورات والتطبيقات العملية على الحياة اليومية، فقديماً كانت معرفة الأبراج وحركة النجوم والشمس في السماء علوم لا قدر بثمن لدى العرب والغرب وكل جهات الأرض على حد سواء. وكان لعلم الفلك على الدوام دور كبير في تطوير عمل الملاحة في الفترات الزمنية التي كان البحر أول وسائل السفر الطويل.
في هذا العصر، فالمعرفة الدقيقة لمواقع النجوم تساعد الأفكار الصناعية على توجيه نفسها عبر الفضاء وفي كل اتجاهات الكوكب، وهذا يقودنا إلى أن التكنولوجيا الحديثة والتي صغّرت العالم إلى قرية، مردها الأول والأخير إلى علم الفلك قبل أي نشاط أو اجتهاد آخر.
وما زال السعي دؤوبا لدراسة الظروف الفيزيائية لمواقع بعيدة في الكون، وهذا ما يطلق عليه اسم الفيزياء الفلكية.

كيف تصبح عالم فلك؟
ليس عسيرا أن تصبح عالما في أي مجال، فما بالك إذا كان في علم الفلك الذي يتألف علمه بالكامل من مواد علمية يبدأ الإنسان بدراستها منذ دخوله المدرسة في سن الست سنوات؟
عليك أولا أن تكون دارسا وبارعا في دراسة الفيزياء والرياضيات والكيمياء والبرمجة. هذه المواد الأربع تشكل العجلات التي تقف عليها المركبة الفضائية عند غزوها للفضاء واقتحامها للنجوم. الحقيقة أن معظم علماء الفلك حاصلون على شهادة الدكتواره في علم الفلك المبسط، أو الفيزياء، وعلى ذلك فإن الفيزياء هي المدخل، وحين تصبح عالم فلك ستكون عالم فيزياء ورياضيات وكيمياء إضافة إلى البرمجيات.
من هو عالم الفلك”
هو الشخص أو العالم الذي درس الأجرام السماوية كالنجوم والكواكب والمجرات، ويكون عالما في الفيزياء والرياضيات والكيمياء والبرمجيات. على أي حالم بالوصول إلى درجة عالم في الفلك أن يضع في حسبانه أنه لا يمكن له أن يستثني أي نوع من الأنواع الأربعة، فكلها متلازمة، وفقدان نوع يمنع الوصول إلى درجة العالِم.

دورة علم الفلك:
كانت أكاديمية كن الرائدة في الشرق الأوسط في مجال دورات الأونلاين قد طرحت دورة خاصة بعلم الفلك وتحت إشراف أحد علماء الفلك في هذا العصر، الدكتور مجد غانم، وقدمت دورتها عبر الإنترنت من خلال كورسات تصل إلى الطلاب في بيوتهم. في تلك الدورة تم تعريف كل شيء، بسيط كل صعب، وتقريب كل بعيد، حتى أصبح الطالب أقرب للقدرة على التمييز بين الفلك كعلم والفلك كرفاهية تأتي من عالم الأبراج والحظ والطالع والنحس واليوميات. وتم في الدورة دراسة الكواكب كلها وكيف تتحكم بالأبراج، فضلا عن تلخيص الحالة الشخصية والصفات العامة لكل إنسان حسب برجه، فضلا عن التمييز بين علم الفلك وعلم التنجيم، وكذلك دراسة علم الأرقام وكل ما يتعلق بهذا العلم الشاسع.

Continue Reading