اتصل بنا

تطوير الذات

“تعلم كيف تتغلب على الصدمات النفسية”

إنَّ الأزمات النفسية من الأمور التي يتعرض لها الإنسان بشكل شبه يومي، ولكنَّها قد تصل إلى مستويات عالية تتحول إلى أزمات نفسية حقيقية، وتتطلب تعاملاً مختلفاً وفاعلاً من جانب الفرد والمجتمع. فالأزمات النفسية قد تكون بسبب مختلف الأسباب، مثل الضغوط النفسية والاكتئاب والقلق والصدمات النفسية والخلافات الأسرية والعملية، وقد تؤثر على صحة الإنسان بشكل كبير إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح.

كما انه يُعرف عن مفهوم الأزمة بأنها حدث غير متوقع ويتسم بالحدة والشدة، ويؤثر على الأفراد والمجتمعات بشكل سلبي، وقد يؤدي إلى تدهور الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. تختلف أنواع الأزمات بناءً على السبب الذي يؤدي إلى حدوثها، ومن بين هذه الأنواع:

 

1- الأزمات الطبيعية: وتشمل الزلازل والفيضانات والأعاصير والجفاف والأمراض الوبائية، وهي أزمات يصعب تنبؤ بها ويكون الإنسان عاجزاً في التحكم بها.

2- الأزمات الاقتصادية: وتشمل الأزمات المالية والاقتصادية التي يتعرض لها البلدان أو الأسواق المالية، وتتسبب في انهيار العملات والتضخم وفقدان الوظائف.

3- الأزمات السياسية: وتشمل الحروب والنزاعات السياسية والثورات، وتؤدي إلى تدمير البنية التحتية للبلدان وفقدان الأرواح ونزوح السكان.

تترتب على الأزمات العديد من النتائج السلبية والإيجابية، ومن بينها:

1- الضرر النفسي: يمكن أن تؤدي الأزمات إلى الإصابة بالصدمة والاكتئاب والقلق والإجهاد، ويحتاج الأفراد في هذه الحالات إلى العلاج النفسي والدعم النفسي.

2- العواقب الاجتماعية: قد تؤدي الأزمات إلى زيادة الفقر والبطالة والهجرة والنزوح، وتؤثر على الحياة الاجتماعية والاقتصادية للأفراد والمجتمعات.

3- النتائج الإيجابية: يمكن أن تؤدي الأزمات إلى التفكير الإبداعي والابتكار، وتحفيز النمو ال

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تحدث الأزمات الاقتصادية والمالية، حيث يصبح الاقتصاد غير مستقر وتصبح العملة غير قيمة، مما يؤدي إلى تراجع قيمة المدخرات والاستثمارات، وزيادة معدلات البطالة وانخفاض مستوى المعيشة.

تتسبب الأزمات عادةً في تحولات اجتماعية وسياسية كبيرة. قد يتغير نظام الحكم في بعض الأحيان، ويمكن أن تزداد المشاكل بين الأعراق والمجتمعات وتتفاقم الصراعات الداخلية. يمكن أيضًا أن تنتج الأزمات اضطرابات في السوق العالمية، وتتسبب في انخفاض النمو الاقتصادي وانخفاض الثقة في الأسواق.

يمكن أن تنجم عن الأزمات آثار نفسية وعاطفية على الأفراد والمجتمعات. يمكن أن تتسبب الأزمات في القلق والاكتئاب والإحباط والتوتر والتوتر العصبي، وتؤثر على الصحة العامة والعلاقات الاجتماعية والأسرية. يمكن أن تترك الأزمات آثارًا عميقة على الأفراد والمجتمعات، وتتطلب مساعدة ودعم من خلال التدخل النفسي والاجتماعي.

ويمكن أن تكون الأزمات فرصًا للتعلم والتحسين. قد تساعد الأزمات في تعزيز الابتكار والتحسين الذاتي وتوحيد المجتمعات. يمكن أن تكون الأزمات دافعًا لتغيير الأفكار والمواقف وتحديث الأنظمة القديمة. يجب علينا استغلال الأزمات كفرص للتحسين والنمو، وتطوير استراتيجيات الوقاية

تعتبر الصدمة إحدى النتائج الرئيسية للأزمة، حيث تؤثر على الفرد وتشكل تحديًا نفسيًا وجسديًا. ويمكن أن تنتج عن الصدمة عدة آثار، منها:

  • الصدمة النفسية: وهي تشمل الشعور بالفزع والذعر والتوتر والقلق والإحباط، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى الاكتئاب والانطواء.
  • الصدمة الجسدية: وتشمل الإصابات الجسدية المباشرة أو غير المباشرة، مثل الإصابات بسبب الحوادث أو الأمراض الناتجة عن الضغط النفسي.
  • الصدمة الاجتماعية: وتشمل الانفصال عن العائلة والأصدقاء والمجتمع، والشعور بالعزلة والوحدة والفراغ.
  • الصدمة المادية: وتشمل الخسائر المادية والاقتصادية، والتي يمكن أن تؤثر على الحالة المادية للفرد وتزيد من الضغط النفسي.

وتختلف الآثار التي تنجم عن الصدمة من فرد لآخر، وتعتمد على عوامل مثل الشخصية والتعليم والثقافة والخبرة السابقة في التعامل مع الأزمات. ولتخفيف الصدمة وتحسين التعافي منها، يمكن تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأفراد المتضررين، والمساعدة في بناء قدراتهم على التعامل مع الأزمات المستقبلية.

يمكن للدعم الجماعي أن يكون عاملاً مهمًا في التعافي من الأزمات النفسية. ويمكن أن يأخذ هذا الدعم العديد من الأشكال، بما في ذلك الدعم العاطفي من الأصدقاء والعائلة والزملاء، ودعم الأنشطة الاجتماعية والانخراط في المجتمع، والمشاركة في الأنشطة التطوعية. ويمكن أيضًا للأفراد الاستفادة من الدعم المقدم من المجموعات النفسية، التي يمكن أن تساعد في تعزيز الشعور بالانتماء والتآزر والمساعدة في تحسين الصحة النفسية.

ومن الجدير بالذكر أنه يمكن للأفراد المشاركة في الدعم الجماعي والمساهمة في إدخال التغيير والتحسين في الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. وقد تؤدي هذه الجهود إلى تعزيز الاستجابة المجتمعية للأزمات، وتحسين الوضع العام للمجتمعات المتأثرة.

تمرين الخط الزمني هو تمرين يهدف إلى مساعدة الأفراد على توثيق تجاربهم ومشاعرهم خلال الأحداث الهامة في حياتهم، بما في ذلك الأزمات. يمكن استخدام هذا التمرين لتساعد الأفراد على التعامل مع الصدمات والتعرف على التغيرات التي حدثت في حياتهم خلال الأزمة.

يتمثل هذا التمرين في رسم خط زمني يبين الأحداث المختلفة التي وقعت خلال فترة الأزمة، وتسجيل المشاعر والأفكار والتغيرات الحاصلة في كل فترة. يمكن للأفراد استخدام هذا التمرين لفهم التحديات التي واجهوها خلال الأزمة وكيف تغيرت حياتهم بسببها.

يمكن أن يكون التمرين مفيدًا للأفراد الذين يعانون من صدمة ناجمة عن الأزمة، حيث يساعد في تحليل الأحداث بشكل مرتب وفهم الخطوات التي يمكن اتخاذها للتعافي. يمكن أيضًا استخدامه لتقييم النمو الشخصي خلال فترة الأزمة وما تعلمه الأفراد عن أنفسهم وقدراتهم على التعامل مع الضغوط.

على الرغم من أن هذا التمرين يمكن أن يكون مفيدًا للأفراد، فإن التدخل الجماعي والاجتماعي هو الأكثر فعالية لمساعدة الأفراد على التعامل مع الأزمات. يمكن للأفراد أن يتلقوا الدعم من أفراد أسرهم وأصدقائهم، ويمكن أن توفر المنظمات المجتمعية والمجتمعية النفسية دعمًا مهنيًا للأفراد الذين يعانون من صدمة ناجمة عن الأزمة. 

التعامل مع الأزمات النفسية بشكل عام:

يجب أن يكون التعامل مع الأزمات النفسية بشكل عام، مبنياً على مبادئ صحيحة وقيم أساسية، وذلك لتفادي المخاطر التي يمكن أن تنجم عن عدم التعامل بشكل صحيح، وفيما يلي بعض النصائح والإرشادات العامة في التعامل مع الأزمات النفسية:

1- التواصل الجيد: يجب أن يكون التواصل بين الفرد والأشخاص الذين يحيط به، سواء كانوا أصدقاء أو أسرة، بشكل جيد، حيث يمكن أن يخفف ذلك الضغوط النفسية والتوترات.

2- الحفاظ على الروتين: يجب أن يحرص الفرد على الحفاظ على الروتين اليومي لأنَّ ذلك يساعد على التقليل من الضغوط النفسية.

3- الحفاظ على الصحة البدنية: يجب الحرص على الصحة البدنية من خلال ممارسة الرياضة وتناول الأغذية الصحية والمتوازنة.

4- الحرص على النوم الكافي: يجب الحرص على النوم الكافي، لأنَّ ذلك يساعد على الحفاظ على صحة الجسم والعقل، ويعتبر النوم الكافي أحد الأساليب الهامة لتخفيف الضغوط النفسية.

5- الحفاظ على الروابط الاجتماعية: يجب أن يحرص الفرد على الحفاظ على الروابط الاجتماعية، سواء كانت عائلية أو اجتماعية، حيث يمكن أن توفر له الدعم اللازم في الأوقات الصعبة.

6- البحث عن الدعم النفسي: يجب على الفرد البحث عن الدعم النفسي في الحالات الصعبة، سواء كان ذلك من خلال الأهل والأصدقاء أو من خلال الخدمات الاجتماعية المتاحة.

7- تطوير مهارات التحكم في العواطف: يجب على الفرد تطوير مهارات التحكم في العواطف، حيث يمكن أن يحد من الضغوط النفسية والقلق.

8- العمل على التغيير الإيجابي: يجب على الفرد العمل على التغيير الإيجابي في حياته، سواء كان ذلك في العلاقات الشخصية أو في العمل أو في النشاطات اليومية.

التعامل مع الأزمات النفسية:

بعدما تحدثنا عن التعامل مع الأزمات النفسية بشكل عام، سنركز الآن على تخصيص المقال للحديث عن كيفية التعامل مع الأزمات النفسية بشكل أكثر تفصيلاً، وسنتحدث عن الأساليب والخطوات الهامة التي يمكن اتباعها لتجاوز الأزمات النفسية بنجاح.

1– الاعتراف بالأزمة النفسية:

يعد الاعتراف بوجود الأزمة النفسية خطوة هامة في التعامل معها، حيث يمكن أن يساعد الفرد على التعرف على المشكلة والتفكير في حلولها. يجب أن يتم الاعتراف بالأزمة النفسية بشكل صريح ومباشر، وعدم الخجل أو الخوف من طرح المشاعر الداخلية. يجب على الفرد أن يتحدث عن مشاعره وأفكاره وأسباب الأزمة النفسية، والبحث عن الدعم اللازم من الأهل والأصدقاء أو من خلال الخدمات النفسية المتاحة.

2- الحصول على الدعم النفسي:

يمكن أن يساعد الدعم النفسي على تجاوز الأزمات النفسية بنجاح، حيث يمكن الحصول على الدعم النفسي من خلال العائلة والأصدقاء أو من خلال المشاركة في الجلسات النفسية مع المتخصصين. يجب على الفرد البحث عن المصادر المتاحة للدعم النفسي والاستفادة منها.

3- التحكم في التفكير السلبي:

يمكن أن يؤدي التفكير السلبي إلى تفاقم الأزمات النفسية، ولذلك يجب على الفرد التحكم في التفكير السلبي والتركيز على الجوانب الإيجابية في الحياة. يمكن استخدام التفكير الإيجابي والتفكير الإبداعي لتحسين المزاج والتفكير في حلول إيجابية.

4- ممارسة الرياضة والنشاط البدني:

يمكن أن يؤدي ممارسة الرياضة والنشاط البدني إلى تحسين الحالة النفسية والتخفيف من الضغوط النفسية. يمكن أن تساعد الرياضة في تحسين الصحة العامة والعافية وتقليل القلق والتوتر.

5– الاستمتاع بالهوايات والنشاطات الترفيهية:

يجب على الفرد الاستمتاع بالهوايات والنشاطات الترفيهية التي يحبها، حيث يمكن أن تساعد على تحسين المزاج والتقليل من التوتر والقلق. يمكن أن تتضمن هذه الأنشطة قراءة الك

6- البقاء على اتصال بالأصدقاء والعائلة:

يجب على الفرد البقاء على اتصال بالأصدقاء والعائلة والتواصل معهم بشكل دوري، حيث يمكن أن يشعر الفرد بالراحة والاستقرار عندما يكون محاطًا بالدعم الاجتماعي. يمكن استخدام التطبيقات ووسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع الأصدقاء والعائلة الذين يعيشون بعيدًا.

7- تحديد الأهداف والمهام اليومية:

يجب على الفرد تحديد الأهداف والمهام اليومية والعمل على تحقيقها، حيث يمكن أن يساعد هذا في التحكم في الأزمات النفسية والشعور بالرضا والإنجاز. يمكن استخدام تقنيات الإدارة الذاتية والتنظيم الذاتي لتحقيق الأهداف المحددة.

8- البحث عن المصادر الإلهامية:

يمكن أن تساعد الأفكار والقصص الإلهامية في التحفيز والتحسين النفسي، ولذلك يجب على الفرد البحث عن المصادر الإلهامية التي تساعده على البقاء متفائلاً وإيجابيًا في الحياة. يمكن استخدام المقالات والكتب والمحاضرات والأفلام والموسيقى كمصادر إلهامية.

دورة التعامل مع الأزمات النفسية:

توفر دورات التعامل مع الأزمات النفسية أدوات وتقنيات لمساعدة الأفراد على التعامل مع الأزمات النفسية بطريقة إيجابية وفعالة. تعتمد دورات التعامل مع الأزمات النفسية على توفير تعليمات عملية وتمارين عملية للمشاركين، وتشمل الموضوعات التالية:

1- التحكم في التوتر والقلق.

2- التعامل مع الصدمات النفسية. 

3- التعامل مع الاكتئاب والحزن.

 4- التعرف على الأفكار والمعتقدات السلبية وتغييرها. 

5- تعزيز الثقة بالنفس وتحسين الصحة النفسية. 

6- تحسين الاتصال والعلاقات الاجتماعية. 

7- تحسين القدرة على التحكم في العواطف والمشاعر.

تستخدم الدورات التدريبية العديد من التقنيات والأدوات المختلفة مثل:

  • تمارين الاسترخاء والتأمل.
  • تقنيات التحكم في التنفس والتفكير.
  • الأنشطة الجماعية والمناقشات.
  • الدعم الاجتماعي والارتباط بالآخرين.
  • استخدام الموسيقى والفنون لتحسين الصحة النفسية.
  • تقنيات إدارة الوقت والأهداف والمهام.

في النهاية، يمكن القول إن التعامل مع الأزمات النفسية يتطلب الكثير من الصبر والعمل الجاد على تحسين الصحة النفسية والتحكم في العواطف والمشاعر. يجب على الفرد أن يحاول تحديد الأهداف والعمل على تحقيقها، وتحسين الاتصال والعلاقات الاجتماعية، والعمل على تحسين الثقة بالنفس والتفكير الإيجابي. كما يمكن الاستفادة من دورات التعامل مع الأزمات النفسية والتقنيات والأدوات المختلفة المتاحة لتحسين الصحة النفسية والتعامل بفعالية مع الأزمات النفسية.

ماذا ستتعلم؟

 مفهوم الأزمة وأنواعها والنتائج التي تنجم عنها

 دور الوعي الجماعي في الأزمات

 الصدمة والآثار الناجمة عنها

 تمرين الخط الزمني للأزمة

هانية زبيدي مدربة محترفة ومعتمدة في العلاج والمشورة النفسية، لديها خبرة واسعة في علم النفس العيادي للمستفيدين الأفراد والأزواج والأسر والمجموعات. تأسست وأدارت أقسام ومشاريع في الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي، وعملت كاستشارية ومديرة برامج ومدربة لصالح الأمم المتحدة وعدة منظمات دولية. قدمت الدعم النفسي الأولي ومهارات التواصل وحل النزاعات، وعملت على دمج طرائق ومفاهيم الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي في مجالات متعددة. لديها خبرة في الإعلام المرئي والمسموع، حيث عملت كمعدة ومقدمة برامج تلفزيونية وأسست وقامت بإدارة إذاعة “أرابيسك”. هدفها الأساسي هو تعميم المبادئ النفس-اجتماعية ومساعدة الأشخاص على تعميق وعيهم بذواتهم من أجل تخفيف الضغط الناتج عن التعامل.

أكاديمية كُن هي المنصة الأولى عربياً للتدريب عبر الإنترنت بتقنيات حديثة وتفاعلية مدعومة بالذكاء الاصطناعي. تقدم الأكاديمية دورات تدريبية متنوعة تشمل التدريب التقليدي والتدريب التفاعلي الجديد، وتدعم دورات الماستر كلاس بتجارب وخبرات مشاهير الوطن العربي. كما تقدم الأكاديمية دورات مدبلجة للغات مختلفة وكتب مسموعة ومصورة لعشاق الكتب، وتتيح أيضاً تدريب البث المباشر مع أفضل المدربين العالميين.

“تعلّم كيف تتحكم في أزماتك النفسية وتخرج منها بنجاح مع دورة التعامل مع الأزمات النفسية!”

بقلم: سارة العيوطي

للاطلاع على مختلف المواضيع على منصة أكاديمية كُن

https://kun.academy/

دورة التعامل مع الأزمات النفسية

Continue Reading