فن الخطابة وهو الأكثر شيوعاً عبر تاريخ البشرية، إذ ما من قائد عبر التاريخ إلا وألقى مئات الخطب على رعاياه، وما من شاعرٍ إلا واستشعر أمام العوام والخواص مئات ومئات المرات، وهو الفن الذي لا ينقرض ولا يصدأ، إذ ما دام هناك قادة، فإن الخطابة شرط أساس لدخوله عالم القيادة.
إلا أن هذا الفن يبقى محفوفا بالمخاطر بالنسبة للخطيب سابقا “المتحدث حاليا”، فهناك أخطاء وعثرات قد يقع فيها، أو مواقف محرجة قد يتعرض لها، أثناء إلقائه لخطبة ما، ذلك أن التحدث أمام الجمهور يفرض شروطاً وأسساً ومعايير أخرى غير التي يكون عليها المتحدث في مكتبه. لذا، لا بد لأي متحدث من التغلب على أي احتمال للخطأ والإحراج، الأمر الذي بات منذ عقود طويلة مكفولا من خلال دراسات، أو دورات، أو أساتذة مختصين بتعليم القادة أساليب الخطاب وخططه، وكذلك أسسه ومعاييره. دعونا نسمِّها “الشروط”.
في شرقنا الذي يفخر بإجادة فن الخطابة على نحو احترافي منذ قرون طويلة، تراجع منسوب الخطباء، بل قل عددهم، حتى على مستوى القادة. هنا، بات لا بد من ضبط عقارب الساعة على ضرورة استعادة الرونق لهذا الفن الجمالي الأثير وقد كان.
إنها أكاديمية كن الرائدة في الشرق الأوسط في مجال دورات الـ “أونلاين” والتعليم عن بعد، أو التعليم عبر الإنترنت، وقد أطلقت دورتها الجديدة والمتعلقة بفن الخطابة، وبإشراف مباشر من أستاذ فن الخطابة الشهير جيم كاثكارت المعروف بإلقائه آلاف الخطب على ملايين الناس طيلة عقود.
في الدورة، وبحسب أكاديمية كن، ستتمحور الأشياء التي سيتعلمها الطالب على كيفية التحدث أمام الجمهور وهذا هو الأهم بالدرجة الأولى. لكن التعليم سيطال أيضا كيفية كتابة وتحضير الخطاب الذي سيلقيه المتحدث أمام جمهوره، وكيفية إلقاء الخطاب لاحقا، وكيفية إيصال الرسالة للجمهور، وكيفية التعاون مع البيئة المحيطة، وكذلك وهو الأهم: التفاعل مع الجمهور.
جيم كاثكارت، بثقة كبيرة، وبخبرة السنين، يقدم نفسه للطلاب على أنه عمل متحدثا محترفا لـ 41 سنة حول العالم، وساعد في إنشاء 3000 خطاب لأكثر من 2500 عميل، وفي الوقت نفسه يتعهد بأن البعض من الطلاب الذين سيخوضون الدورة، سيصبحون أفضل منه. ويعترف، ربما لإزالة الرهبة لدى الطلاب، بأنه بدأ مسيرته مع الخطابة بتقديم خطابات رديئة، ومن ثم تطورت الأمور لديه حتى وصل إلى المستوى الاحترافي.
ليزيل الرهبة والتكلفة أكثر، يشير للطلاب إلى أن جوهر التحدث العلني للناس (الخطابة) ليس الخطيب (المتحدث) ولا الخطابة (الحديث) ولا أي شيء آخر:” الجوهر هو قدرة المتحدث على جعل الجمهور يكتسب الثقة برسالته!”.
يميل في أحد أهم محاور الدورة إلى الإشارة للكمالية المطلوبة بالضرورة بين المتحدث والحديث، بمعنى أنه لا تأثير على الجمهور بلا كمالية. ويشرح ذلك بمقارنة بسيطة:” المتحدث السيء لن يؤثر بجمهوره ولو كان حديثه جيدا.. والعكس صحيح، فالمتحدث الجيد سيفشل أيضا إذا كان حديثه رديئا”.
يركز على مبادئ الخطابة ويوليها أهمية تامة وقصوى، فيشير إلى عدم جدوى تعلّم الأساليب فقط، أو تعلم تقنية التحدث، فهذا لا يكفي:” ما عليكم تعلمه قبل أي شيء هو المبادئ”.
في محور خاص يشرح قصته مع الخطابة من الألف إلى الياء، وفيها من التشويق ما يكفي لتحريض قارئ هذا المقال على الانتساب للدورة. ثم يكشف عن برنامج “التواصل الواثق” الذي أنشأه ليستفيد الناس منه، وكيف قرر لاحقا أن يطور على هذا البرنامج ببرنامج مأخوذ عن الأول وهذا هو الذي يضعه أمام الطلاب في الدورة الحالية. وفي تطويره لهذا البرنامج يبتكر نقطة إيجابية ينصح بها الطلاب وهي ألا يفهموا أن المتحدث المحترف هو من يلقي الخطب فقط، بل هو من يطور مجموعة المهارات المختلفة التي يؤثر بها في الناس. إن الغرض من الخطاب لدى كاثكارت هو إعطاء الفائدة للجمهور وقيمته.
الدورة غنية وتتوفر على مجموعة محاور في فيديوهات احترافية كفيلة بإيصال كل المعلومات للطلاب من خلال الأونلاين، ففيها كيفية أن تصبح متحدثا أفضل، وفيها ماهية المتحدث المحترف، وأشياء يجب القيام بها قبل وأثناء وبعد الخطاب، وفيها قصص لتقديم أمثلة على النظريات، وكيفية التواصل مع الجمهور، وكل هذا بطبيعة الحال مشروط بألا يتصنع المتحدث شيئا بل أن يبقى على طبيعته وهذا يشكل بحد ذاته محورا خاصا في الدورة الواقعة في ساعة و21 دقيقة وتقدم باللغتين العربية والإنكليزية، وتقدم للطالب شهادة إنجاز صادرة عن أكاديمية كن المعترف عليها في الشرق الأوسط.