بين أن نخطط لإجازاتنا وبين أن نخطط للنجاح في العمل ثمة فروقاتٌ كبيرة وشاسعة، لعلها تختصر الفروق بين الموظف البسيط الذي لا دور رئيسا له وبين الموظف الناجح الذي ترتكز عليه الكثير من الأمور في العمل.
لكن هل نحن في مرحلة من الحياة أصبحنا فيها أكثر فهما للموظف الناجح؟ وهل استطعنا حتى اليوم التمييز بين العمل/الوظيفة، وبين رب العمل؟ ألسنا في كثير من الأماكن نعتبر مجرد الوظيفة وتقاضي الراتب الشهري هو الخلاصة لمسألة العمل؟
أسئلة كثيرة إجاباتها لم تعد بسيطة أو سطحية في هذا الزمن، الزمن الأكاديمي/الرقمي، والذي يقوم على العلمية في كافة شؤون الحياة. وحتى في شرقنا الأوسط الذي ظل لقرون بعيدا عن روح العصر والحداثة في كل حقبة، أصبحنا نولي النجاح في العمل أهمية أكبر بكثير من مجرد التوظف والعمل.
إلا أن هذا لا يكفي، فلا شيء بدون العلم كافيا لتحقيق الفكرة الصحيحة، فأن يفهم عشرون في المائة ما يعنيه النجاح في الوظيفة، فإن الثمانين في المائة الآخرين يصبحون مشكلة ويجب معالجتها.
حيال ذلك، تقدمت أكاديمية كن الرائدة في عالم دورات الأونلاين التدريبية وطرحت دورةً جديدة بعنوان “الموظف الناجح” تقدمها بنظام التعليم الذاتي أو التعليم الشخصي/التعليم عن بعد أو التعليم عبر الإنترنت، وبإشراف واحد من أهم مدربي عالم العمل في العالم، الأميركي دون فين، والذي يأتي ببرنامج دورة يقوم على كورسات احترافية تنهي الاعتباطية في النظرة لموضوع العمل في هذا العصر.
وتقول أكاديمية كن في تقديمها للدورة إنها دورة تم تصميمها لترسم خريطة طريق للنجاح في العمل، مشيرة إلى أن المدرب دون فين سيقدم في الدورة عشرة عوامل وأسباب، إذا اهتم بها الطالب، وأعارها العناية وعمل حيالها، فإنه سيكتفي بها لتحقيق الأمن الوظيفي والرضا عن الذات، لا بل وأكثر من ذلك وفق الأكاديمية.
ويقول دون فين في حديثه قبل سرده للكورسات إن الطالب سيجني من هذه الدورة كل الفوائد التي تترتب على الموظف الرائع والناجح.
ويعرف فين عن نفسه بأن محام متخصص في قانون العمل، وخبير موارد بشرية، ومدرب تنفيذي، وأسس قاعدة بيانات تستخدمها اليوم أكثر من ثلاثة آلاف شركة.
وليبسّط فين المسألة قبل أن يلِج إلى المواضيع الدقيقة، يسأل عن مدى جودة الموظف الذي تفضلون أن تكونوا عليه؟ ويطرح فكرة أساسية للمقارنة: لدينا خمسون في المائة من الموظفين جيدون وخمسون في المائة أقل منهم: هل تريدون أن تكونوا من الفئة الأولى أم الثانية؟ يبحر أكثر من ذلك في تحريض الطلاب على اللهاث خلف هذه الدورة فيقول: بإمكانكم أن تكونوا من أفضل 10% وهؤلاء هم العظماء.
في برنامج دون فين نجد عشرة عوامل للنجاح، وهذه بالضبط هي المحاور التي تتشكل منها الدورة.
يبدأ بقاعدة أساسية بعنوان “كونوا جديرين بالثقة” وهذه بالذات هي المدخل إلى النجاح ولكن يترتب عليها جملة من الشروط والتي أبرزها: المهارة والرغبة، المساءلة والمسؤولية، الصدق والنزاهة، الالتزام في الموعد، الاعتراف بالأخطاء.
ينتقل لعامل أكثر جدةً من سابقه “كن منتجا” وهذه بالتحديد هي الغاية من العمل ولا يمكن أن تتحقق، وفق فين، إلا بالنجاح في العمل. وتتوقف عملية النجاح في هذا المحور على خمسة شروط أساسية وفي أبرزها: الوضوح حول أهم ثلاثة أشياء ستفعلها كل يوم.. التعرف على المعايير.. إدارة الوقت.. التقويم.. التركيز على النتائج وجعل الآخرين يعرفون بها.
ثم يأتي إلى محور شائك ولكنه يبسطه من خلال الشرح وعنوانه “وضع خطة من الأهداف” فلا خطة بلا أهداف، ولا أهداف تتحقق بلا خطة، ويحذر هنا من مغبة التخطيط للإجازات أكثر من التخطيط للعمل.
وترتكز خطوات النجاح في وضع الخطة على مجموعة شروط أيضا ومن بينها: التخطيط قصير الأجل وطويل الأجل.. أن تكون الخطة مكتوبة وإلا لن تكون هناك خطة.. الأهداف الاستراتيجية والنتائج الرئيسية.. يجب أن يكون للخطة حدود زمنية وأن تكون قابلة للقياس.
ويبحر دون فين في محاور أخرى ملحقة بالمحاور السابقة، ومن بينها “الاستمرارية في العمل” وهذا شرط أساس لأن غيابه يقطع السلسلة بين ما سبق وما سيلحق. وأيضا “معرفة الشركة”، و “البحث عن الفرص”، ثم يأتي الأهم وهو العمل الجماعي “العمل بروح الفريق” فالنجاح الشخصي لا يتحقق بجهود شخصية وحسب!. ويأتي إلى الجوانب الشخصية لتحقيق النجاح ومن بينها الهندام المناسب للنجاح والتحدث بشكل صحيح وواضح.
مدة الدورة ساعتان و10 دقائق وتقدم للطلاب باللغتين العربية والإنكليزية، ويحصل في نهايتها كل طالب على شهادة إنجاز صادرة عن أكاديمية كن والمعترف عليها في الشرق الأوسط.