لم تكن الدورة التدريبية التي أقامتها أكاديمية كن بخصوص الأمن السيبراني ضربا من ضروب الثقافة العامة في منطقة الشرق الأوسط، بل تعدت ذلك إلى التنبيه والتحذير من مخاطر عدم الإلمام بهذا النطاق الأمني الواسع المساحة، في برمجيات العصر الراهن.
وعندما يصدر المركز الوطني الإرشادي، أمس الاربعاء، تحذيرا بالغ الخطورة بخصوص تحديثات أمنية في مايكروسوفت، تكون خطوة “كن” في إقدامها على تنظيم تلك الدورة في موعدها السليم. إذ لم يعد هناك أدنى شك في صوابية الاتجاهات التي حذتها كن في مختلف المجالات التي حاصرتها بدوراتها، وليس من دليل على ذلك أوضح وأجلى من بيانات تصدرها منظمات دولية اليوم عن مخاطر محتملة قد تتعرض لها مؤسسات أو أفراد كانت كن قد ذكرتها في تعليلها لإقامتها تلك الدورات قبل شهور.
فحين ينشر المركز الوطني للأمن السيبراني تحذيرا عبر تويتر ويقول فيه إن المهاجمين قد يستغلون الثغرات وينفذون برمجيات خبيثة عن بعد… ومن ثم نعود إلى منهاج دورة الأونلاين التي أقامتها كن ونقرأ فيه تحذيرات من الاختراقات ونشر البرمجيات الخبيثة، نكون قد وصلنا إلى حقيقة لا نريد فيها القول بأن كن قد سبقت العالم، ولكن على أقل تقدير تواكبه وتسير معه خطوة بخطوة.
لم يكن غرض كن من دورتها تلك التباهي بالأسبقية في الشرق الأوسط في مجال التدريب على الأمن السيبراني، بل كان غرضها الأساس جعل كل أشيائنا تحت سيطرتنا وحمايتنا، سواء أكنا شركات أو مؤسسات أو أفرادا.
دعونا نربط بين برنامج كن في الدورة، وبين كل ما أتى عليه الأمن السيبراني من محاذير ومخاطر وتنبيهات، لندرك بأن الزمن واحد، والخطر واحد، وأكاديمية كن مواكبة للزمن وللخطر، وناظرة بعين الريبة للمستقبل.
لا يضيرنا هنا أن نستذكر أن الأمن السيبراني هذا، ومنذ أن طرحت كن دورتها التدريبية ذات المنهاج العالمي المتقدم، أصدر أكثر من ٦٠٠ تنبيه من هجمات إلكترونية. إن مشاهدة أكاديمية كن في الشرق الأوسط تعمل وفق حركة سير العالم الغربي المتقدم، تترك أثر الراحة في النفس، لأن كل شركات الشرق العربي وكذلك الأفراد، باتوا على دراية بأن مستقبل شبكاتهم وبرمجياتهم وحساباتهم على مواقع التواصل، بأمان وبعيد عن الاختراق، وبالطبع لا تشعر كن بأفضلية في ذلك بقدر ما تشعر بواجب تجاه نطاقها الجغرافي وعليها تأديته.