بفعل التحولات الاقتصادية العالمية، وانهيارات البورصة بين حين وحين من الزمن على غرار انهيار 2008، بات شغل الإنسان الشاغل الحصول على عمل خاص مستقل وبعيد عن عالم الوظائف وبخاصة بعد أن أسهمت المشاكل العالمية وحتى الإقليمية في تدهور في الرواتب والأجور وخاصة في الشرق الأوسط الذي يعتبر المتأثر الأول بأي حراك عالمي يمضي مؤشره نحو السلبية. والواقع يقول أنه في الثلاثين سنة الأخيرة، وبفعل ما تقدم آنفاً، تحولت حتى الدول الاشتراكية إلى الخصخصة في كامل قطاعاتها، والأمر لم يكن استسلاما للرأسمالية بقدر ما كان تماشيا مع الواقع على الأرض.
شرقنا الأوسط، على الدوام، متأثر، والمواطن فيه بات يهجر بلده الأم ليعمل في بلدان أخرى بحثا عن بحبوحة مالية تسعف مستقبله. إلا أن الحقيقة الراسخة هي أن مواطننا العربي ما زال بعيدا كل البعد عن برمجة عمله الخاص، سواء أكان قائدا فيه أو منقادا، والأمر ليس بالمعيب للشخص بقدر ما هو تقصير في العلمية والمنهجية للحياة المهنية.
ولكي نتصدى لهذه المشكلة، سارعت أكاديمية كن الرائدة في دورات الأونلاين في الشرق الأوسط للمهمة، وأطلقت دورة تدريبية بنظام التعليم الذاتي، أو التعليم عن بعد، والتي تصل بموجبها المعلومة عبر الإنترنت إلى بيت الطالب، وخصصتها للعمل الخاص وكيفية تطوير الإنسان له.
واتفقت الأكاديمية مع الأكاديمي العالمي براين هونيجمان الأستاذ المساعد في جامعة نيويورك ومستشار التسويق الشهير، للإشراف على الدورة، بمنهاج عالمي تغزوه العلمية من سطره الأول إلى الفهرست.
وتقدم الأكاديمية رؤيتها للدورة الواقعة في كورسات متعددة وتصل إلى عشرة محاور رئيسية ومهمة، فتقول بأن الدورة ستقدم الخطوات اللازمة والدليل الشامل لرحلة العمل الحر، وسيتعرف الطالب على كيفية صياغة مهنته واختياره لها، والمقصود هنا المهنة غير التقليدية.
كما وسيتعرف الطالب، بحسب الأكاديمية، على الأهداف التي يريد تحقيقها على المدى القصير والطويل، ونطاق الخيارات المتاحة له، وما هي أنواع و ترتيبات العمل المستقل، وكيفية اختيار الشكل الأنسب من بينها. كما وسيتعرف على كيفية إنشاء مضامين المهارات والخبرات وأنواع العمل الممكنة، وطريق التسويق والترويج للوصول إلى عملائه المحتملين، وكيفية تقاضي الأجر لقاء ما يقدمه.
في حين يختصر براين الدورة بـ 45 دقيقة، ليقول للطلاب “البلاغة في الإيجاز” ويطرح عشرة محاور تدخل كلها في صلب القضية المطروحة. ويقول براين إنه سيعلم الطالب قيادة مهنته الحرة غير التقليدية، وبأنه “الطالب” سينتهي من الدورة وقد فهم كامل متطلبات ازدهار مهنته.
يرفض البروفيسور الأميركي أن يسمى العمل الحر محطة بين وظائف، بل يذهب أبعد من ذلك ليعتبره وظيفة دائمة عند من يتقنه.
ولطالما الدورة مختصرة وتعتمد على إيصال المعلومة بأسرع السبل، يدخل براين في الجوهر مباشرة، فيحدد للطالب كيفية تحديد أهدافه في العمل والتي تقع في جانبين: الأول بناء الرغبة ببناء المهنة (مع من سوف تعمل؟ ما البيئة؟ ما الأسلوب المنتهج؟) والثاني تحديد ما الذي يرغب العمل به.
ثم ينتقل لتعداد فوائد الوظائف الحرة وفي أبرزها المرونة والحرية والقدرة على العمل عن بعد وتنويع الموارد المالية.
ويلخص تجربته في العمل الخاص بمساحة زمنية مهمة تبث الراحة في نفس المستمع فيتشجع على الإقدام على العمل الحر.
وينتقل من محور إلى آخر، فيفهم الطالب على التوالي: تصنيف أهداف العمل المستقل، وكيفية البداية في العمل الخاص، وأنواع العمل المستقل، وماهية محفظة الأعمال، وما هو العقد وأهميته، وكيفية إدارة الموارد المالية، وكيف تكون معروفا في مهنتك، ومفهوم الترابط.
الدورة غنية وشيقة ومختصرة لكنها بالغة القيمة والأهمية وكفيلة بتخريج جيل يعرف معنى العمل الخاص والبحث عنه والدخول في عالمه من باب واسع، وهي تقع في 45 دقيقة وتقدم باللغتين العربية والإنكليزية ويحصل في نهايتها كل طالب على شهادة إنجاز صادرة عن أكاديمية كن المعترف عليها في الشرق الأوسط؟.