أصبحنا أمام حقيقة واضحة تفيد بأنْ ليس المطلوب منا -في الدرجة الأولى- تغيير الأشخاص المحيطين بنا، ولا إحداث تغيير في العالم إلا بعد أن نغيّر أنفسنا، وحتى هذا لا يمكن أن يحصل قبل أن نكتشف أنفسنا التي هي ذواتنا، فاكتشاف المرء لذاته ستقوده بالضرورة إلى القيام بتغييرات جذرية في حياته، وتؤدي، عملياً، إلى التأثير بالمحيط، الأمر الذي يسهم في إحداث بعض التغييرات في المجتمع.
هل هذا متاح لنا في مجتمعنا؟ هل منا من يعرف كيفية اكتشاف ذاته؟ هل سمعنا من قبل بمفردات اكتشاف الجوهر الذي نحن عليه؟ ألسنا الباحثين على الدوام لتغيير الآخرين ونتجاهل حالنا؟ كل هذا يؤدي بنا إلى ضرورة البحث في الذات واكتشافها: اكتشاف جوهرها أولا، وتفاصيلها ثانيا، والنتائج الشخصية التي سنتوصل إليها ثالثا.
الأمر، بالتأكيد، يحتاج إلى دراسة عميقة، دراسة علمية أكاديمية، والحال لا يخفى على أحد، إذ بقينا على الدوام، في شرقنا الأوسط، نفتقد لهذه المدراس، الأمر الذي أدى إلى تنمية الأنانية وترقيتها فوق كل اعتبار حتى آمنا في نهاية المطاف بأن الأنانية مرض ولا بد من معالجته.
بيد أن الحلول أتت، وكالعادة لكل مشكلة من هذا النوع أكاديمية كن، هذه الأكاديمية الرائدة في الشرق الأوسط في مجال دورات الـ أونلاين، وقد أحضرت واحدا من أهم المناهج العالمية في تدريس اكتشاف الذات، واتفقت مع أحد أهم أستاذة علم الاجتماع اليوم “أندي إدوارد” ليشرف على تقديم دروس الدورة التي تقدم بنظام الأونلاين أو التعليم عن بعد “التعليم الذاتي“، بحيث يضمن الطالب وصول الكورس إليه وهو في منزله، ويمكنه متابعة الدورة، بعد أن يسجل فيها، عبر هاتفه النقال أو جهاز الكومبيوتر الخاص به، فضلا عن توفر فرصة مشاهدة الكورسات عددا لا نهائيا من المرات، الأمر الذي يوفر عليه مسألة المواعيد فيما لو كانت الدورة حضورية ومباشرة.
الدورة غاية في العمق، وربما تكون واحدة من أهم الدورات التي نظمتها أكاديمية كن، والأكاديمية، وبقراءة سريعة، تفيد الطلاب بأنهم سيخرجون من الدورة وقد تعلموا ما لم يعرفوه عن علم الذات من قبل. تقول الأكاديمية في تقديمها بأن الطالب سيتعلم، أولا، الوعي الذاتي لبناء الثقة والاحترام، وسيفهم معنى المرونة الشخصية لمواجهة أو خلق تغييرات في الحياة، وسيعرف كيفية تعزيز الثقة بالنفس لمعرفة الذات.
لا يكتفي منهاج الدورة بهذا، بل يتعدى إلى تعليم الطالب كيفية احترام الاختلاف في أساليب التصرف في مواقف معينة، وزيادة احترام الشخص لذاته بعد أن يدرك هويته.
الفيديوهات متعددة ويظهر فيها إدوارد يشرح بإسهاب كل فكرة لتصل المعلومة مبسطة للطالب، وفي أبرزها يحذر من مغبة أن يقارن الشخص نفسه بالآخرين، بل يدعو إلى ضرورة فهم الشخص للآخرين في سبيل بناء علاقات أو إصلاح العلاقات إذا كانت متصدعة أو الحفاظ عليها إذا كانت جيدة، ولكل واحدة من هذه أسلوب خاص وتعليمات محددة.
يصل إدوارد إلى محور مفصلي في الدراسة وفيها العناصر الأربعة المهمة لبناء العلاقة، وهذه كفيلة إذا فهمها الطالب بنسف أي خيبة أمل محتملة للباحثين عن علاقات مثمرة مع المحيط.
يطرح إدوارد منظومة دراسية وصعها بعد 25 سنة من الخبرة في تدريس عشرات الآلاف من الأشخاص حول العالم. إنها منظومة “YOO” القائمة على ثلاثة عوامل كفيلة باختصار العملية كلها، فمنها يمكن اكتشاف الذات، ومنها تبنى العلاقات، ومنها يمكن التأثير بالآخرين بما يسمى عملية التغيير التي تتطلب المرونة والمرونة هنا تعني القدرة على التغيير أولا، والتأثير بالآخرين ليتغيروا ثانيا.
لا يمكن تجاوز أي فيديو في هذه الكورسات، فكلها مترابطة، وكل فيديو يكمل أفكارا وردت في الفيديو الذي سبقه. والأهم في هذه الدورة، وفق المشاهدة الدقيقة، هو المهارات التي سيحصل عليها الطالب وهي غير التعليم الذي تحدثنا عنه آنفا، إذ سيكتسب مهارة الثقة والوعي الذاتي، ومهارة بناء العلاقات والحفاظ عليها، ومهارة المرونة الفكرية والتواصل، إضافة إلى مهارة قراءة سلوك الآخرين ومعاينة محتوى الكلام المتوقع.
يشار إلى أن الدورة تقع في ساعتين من الزمن وتقدم باللغتين العربية والإنكليزية، وفي نهايتها يحصل الطالب على شهادة إنجاز صادرة عن أكاديمية كن المعترف عليها في الشرق الأوسط.