اتصل بنا

إدارة

هجومات على واشنطن

اعترف خبراء في شركة فاير آي الأميركية إن المؤسسات الحكومية، ومنها وزارة الدفاع، تتعرض لهجمات إلكترونية مصدرها على صلة وثيقة بالصين، ما يبدد كل الفرضيات التي قالت باستحالة تنفيذ هجومات سيبرانية على القوة العظمى في العالم.

وجاء في تقرير للشركة أن مجموعتين من الهاكرز اخترقتا أجهزة “بولز كونكت سيكوري” المستخدمة من قبل مؤسسات حكومية ومنها وزارة الدفاع، في العمل عن بعد. وبيّن التقرير الذي فاجأ الرأي العام بشفافيته التي تمس هيبة واشنطن، أن الهاكرز استخدموا ثلاث ثغرات أمنية معروفة في الأنظمة إضافة إلى برنامج خبيث.

وتساءل مراقبون عن أسباب اقتصار تعرُّض المعسكر الغربي لهذه الأنواع من الاختراقات والهجومات، وعدم شموله للمعسكر الآخر، الصين وروسيا. وفي التفسير العلمي الوحيد للأمر، لا يمكن تعليل ذلك إلا بتحصين الصين وروسيا لأنظمتهما السيبرانية، وعدم ترك ثغرات، الأمر الذي يؤكد إغراق الدولتين في معالجة كل مشاكل الأمن السيبراني، بعكس الغربيين، أميركا وأوروبا، الذين ما انفكوا، طيلة عقود، يتحدثون عن حصانة تكنولوجية عصية على الاختراق.

الأمر يقودنا إلى ما ذهبنا إليه في أكاديمية كن قبل شهور، وتحديدا في الدورات التدريبية، عالية المستوى، عن الأمن السيبراني، والتي أقامتها الأكاديمية، وكان التحذير يمر بوضوح وليس ما بين السطور عن أن الأمن ضروري ومهم في عالمٍ باتت الحروب فيه تتم عن بعد وباستخدام أسلحة علمية أكثر منها عسكرية. وجاء في منهاج الدورات ما نراه اليوم، إذ بينت الدورات التدريبية أن تحصين الأنظمة يعني تحصين المستقبل، وبأن مستقبل الدول قائم على مدى حراستها لأنظمتها، لا بل وذهب أحد المحاور في دورة الأمن السيبراني للقول بأنه ليس الأفراد فقط من قد يتعرضون للاختراق بل دول، والدول هذه قد تدفع أثمانا يدفع العالم معها نسبة من تلك الأثمان.

بالتالي، تعلُّم الأمن السيبراني ضروري جدا، ومن تواضعَ وخضع له نجا، ومن استكبر سيدفع الثمن. اليوم نرى حكومات عظمى تقع فريسة، فكيف بالأفراد والمؤسسات الوسطى والصغرى وبخاصة في الشرق الأوسط البعيد عن أصول المواجهة في تكنولوجيا لم يصنعها بنفسه؟

Continue Reading