إبداع
ثلاث كلمات قلبت موازين الحياة
كتبت: تيماء العلي
“لنقم ببعض القرصنة”.. ثلاث كلمات قلبت موازين الحياة، وأعادت تعريف مفهوم الحياة الاجتماعية وأساليب التواصل بين ملايين البشر على الكرة الأرضية.. جملة جريئة قد يراها البعض “غير بريئة”، قالها مصمم موقع التواصل الاجتماعي الشهير “فيسبوك” الشاب “مارك زوكربيرج” في فيلم “الشبكة الاجتماعية”، وتردد صداها كأول محاولة له في عمليات القرصنة لإنشاء موقعه الإلكتروني الذي صار عالمنا اليوم.
أحداث ذلك الفيلم تعكس قصة حياة “مارك زوكربيرج” وتستشرف واقعاً لنا ربما يفوق التوقعات أو لا يوافق التوقعات أبداً.. كيف فكّر وقرر، ومن أين أتت له فكرة موقع “فيسبوك” وما الذي جعله أكثر المواقع استخداماً، وانتشاراً، ورعباً حتى!
تنطلق القصة من أعتاب نهاية قصة أخرى، فالصدمة العاطفية التي تعرّض لها مارك جعلت أفكاره الشيطانية المختبئة في زوايا الروح الإنسانية تنطق بصمت يُسمع العالم، ليخرج بفكرة موقع أسماه “فيس ماتس“، والذي بدأ بعرض صور فتيات يتم الحصول عليها عبر قرصنة مواقع إلكترونية جامعية تخص بيانات الطلبة، وذلك بغرض مقارنة من أكثرهن جمالاً وجاذبية.
وعلى الرغم من أن موقع “فيس ماتش” كان وليد فوضى مشاعر وزوبعة أفكار دارت في نفس مارك ودواخله، إلا أن هذا الموقع يعتبر المحاولة الأولى التي وُلد من رحمها موقع “فيسبوك” الشهير.
أُرسل مارك رابط الموقع الإلكتروني في البداية إلى شخصين فقط، إلا أنه سرعان ما انتشر بين طلاب الجامعة وشكل ردود فعلٍ غير متوقعة. وأثار الموقع فضول مجموعة من أعضاء النوادي الهامة، التي قررت التعاون مع مارك لإنشاء موقع للتواصل الاجتماعي خاص بطلبة الجامعة. ولكن عقل وتفكير مارك كان أكبر من قياس فكرتهم، لذا بدأت خلاياه الدماغية تستشرف صياغة المفهوم ذاته لكن على مدى ونطاق أوسع.. ماذا لو لم تكن الصور المستخدمة في الموقع هي صور مقرصنة، بل صور تم مشاركتها برغبة من المستخدمين أنفسهم وفقاً لغايات مختلفة، كالشهرة، التعرف على أصدقاء جدد، أو ربما سد ثغرات عاطفية عافها الزمن في خواطرهم؟!
لطالما كانت الحالة العاطفية للأشخاص تشغل عقل مارك، وتسكنه نفساً متطفلة حيال ما إن كان الشخص الذي أمامه مرتبطاً أو لا، لذا قرر بإضافة خاصية في موقع “فيسبوك” تسمح للمستخدم بأن يختار ويعبر عن حالته العاطفية.
موقع فيسبوك كان نطفة نزاع داخلي في قرارة مارك، ولكنه لم يرفع رايته البيضاء استسلاماً لحالة أصابت قلبه لفترة وجيزة، بل حوّل معالم الخذلان التي انتابته إلى ثورة اجتاحت عالم التواصل الرقمي وشكّلت هيكلاً جديداً للتعبير ومشاركة الأفكار خلال موقع التواصل الاجتماعي الشهير “فيسبوك”.
فيلم “الشبكة الاجتماعية” هو مثال صارخ على الطاقة الشبابية، كيف يمكنها أن تكون قنبلة شخصية لصنع التغيير وقلب الحال. أنت وحدك من تصنع من عثراتك سلالم للنجاح، وتُبدّل حس الإخفاق بلذة التفوق وشعور التميز وإحساس الانتصار على المستحيل.
