عندما أطلقت أكاديمية كن دورات في الذكاء الاصطناعي، سواء في مجال الخدمات اللوجستية أو التسويق، كانت على إدراك مسبق بأن العالم متجه أكثر من أي وقت مضى نحو هذا النوع من الذكاء، وبأن منطقة الشرق الأوسط، وبخاصة المنطقة العربية منه لا يجوز أن تبقى فقيرة في هذا المجال الرقمي الرحب والمتقدم. وعلى ذلك، لم تطرح كن دورات الذكاء الاصطناعي بصورة متجردة، بل تفصيلية مطلقة تبدأ على الدوام بإفهام الطالب ما يعنيه الذكاء الاصطناعي أولا، وشرح أساسياته والخطوات المتممة له، وبأساليب عملية ملتصقة بالعطاء النظري.
كان هذا في سبيل إلحاق المنطقة العربية بالركب العالمي الذي لم نتخلف عنه يوما لضعف إمكاناتنا، وإنما لفقدان الرغبة بالانطلاق، فجاء التصور من أكاديمية كن بأن نلاحق العالم أينما وصل.
وإثباتا للحقيقة التي نسوقها في هذا المقال، يكفي الإشارة إلى أحدث تطور وقع في عالم الذكاء الاصطناعي قبيل ساعات، والمتمثل بإقدام شركة مايكروسوفت على شراء شركة الذكاء الاصطناعي الشهيرة “نانسي كومونيكيشن” بقيمة مالية تبدو خيالية بالنسبة لنا في المنطقة، وبهدف معلن هو تعزيز خدماتها وحلولها السحابية وبخاصة في مجالات الصحة والطب.
في التفاصيل، ستدفع مايكروسوفت ١٩،٧ مليار دولار، وستتحول شركة نانسي كومونيكيشن، بموجب ذلك، إلى مؤسسة عاملة تحت لواء مايكروسوفت.
واشتهرت نانسي كومونيكيشن بتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي وبخاصة في الصحة والطب، إذ نجحت في توفير طبقة من الذكاء الاصطناعي في مناطق تقديم الرعاية الصحية.
وستحتفظ نانسي كومونيكيشن بفريقها ومديرها التنفيذي لكنها ستعمل تحت مظلة مايكروسوفت والتي تعتبر من أكبر مزودي الخدمات السحابية في العالم.
إن في هذه الخطوة إشارة واضحة إلى قيمة الذكاء الاصطناعي وبخاصة حين يحمل شركة تكنولوجية عملاقة على شراء أهم شركات هذا الذكاء في هذا العصر.
لا شك في أن خطوة مايكروسوفت في جذب الذكاء الاصطناعي إلى تحت سيادتها، تتماشى، أفقيا وعموديا، مع خطوات أكاديمية كن في المنطقة العربية، إذ كانت “كن” أول من روّج للذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط، ونظمت له دورات تدريبية عالية المستوى وفي أكثر من جانب.
وحين أقامت كن دوراتها حول الذكاء الاصطناعي كانت تقدم لذلك بأنها تريد تعريف الراغبين بالتعلم، ببيئة الذكاء الاصطناعي، ومن ثم تعويم أساسيات هذا النطاق الرقمي الرهيب في أخيلة أبناء الشرق الأوسط، لتأتي الآن كبرى الشركات التكنولوجية في العالم وتشتري شركةً كاملة تعنى بهذا الذكاء الاصطناعي، ما يؤكد بأن أكاديمية كن تسير في الاتجاه السليم في شارع العلم والتعليم في هذا العصر.