اتصل بنا

إعلام

كن مؤرخاً

ما الذي وصل إلينا عن أحداث الماضي؟ وما الذي سيصل للأجيال المقبلة عن أحداث اليوم؟ هل نقلُ الحدث كما هو يعتبر تأريخا؟ أم أن التأريخ له شروط أخرى واعتبارات مختلفة تجعله مختلفا عن التاريخ؟ الأهم، كيف يمكن لنا التعرف على الطرق العلمية للتحقق من الوقائع التاريخية وكتابة التاريخ بموثوقية؟ ومن ثم، هل نحتاج إلى مؤرخين حقا، أم لا؟ هذا بعد أن بتنا على علم تام بأن الجميع يعرفون ما يجري من أحداث ولكن ليس الجميع يعرفون لماذا جرت تلك الأحداث. كل هذا سيقودنا بالضرورة إلى حقيقة أن المؤرخ ليس من يقول “حدث في مثل هذا اليوم“، بل هو من يقول لماذا حدثت تلك الأحداث في مثل هذا اليوم.
الدكتور أحمد برقاوي، المؤرخ السوري الشهير، سيذهب، ومن خلال أكاديمية كن الرائدة في الشرق الأوسط في دورات الأونلاين، في رحلة مع طلاب التأريخ، من خلال دورة تدريبية بنظام الأونلاين، أو التدريب عن بعد/ التدريب عبر الإنترنت، ومن خلال فيديوهات يظهر فيها البرقاوي يلقي محاضراته فيتلقاها الطلاب في بيوتهم عبر أجهزة الخليوي أو أجهزة الكومبيوتر المنزلية، والهدف، تصنيع مؤرخين في منطقتنا، يقدمون التأريخ وليس التاريخ وحسب.
يقول الدكتور البرقاوي إننا في عالمنا المعاصر، نحتاج إلى صناعة المؤرخ، لتخلصينا من الأخبار الزائفة والتعليلات الكاذبة، ويعرّف المؤرخ بأنه صانع للحقيقة التاريخية.
الدورة تأتي في وقت عصيب من تاريخ المنطقة، وبخاصة على صعيد التأريخ، وهذه حقيقة. يكفي أن نشير إلى أن الغالبية العظمى من أبناء الشرق الأوسط وبخاصة المنطقة العربية، قد نفروا من تاريخ أمتهم، وما أدل على ذلك من رؤية التعليقات اليومية عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول أحداث جرت قبل يوم أو يومين، فنقرأ ما معناه:” تاريخنا عن يومين مضيا مزوّر، فكيف سنصدق أحداثا مضى عليها قرون.
كذلك هناك ما يحز في النفس لدى أبناء المنطقة، ومفاده مقولة قالها المؤرخون أنفسهم بأن التاريخ يكتبه المنتصرون. هذا يعني، بالتأكيد، تغييب حقائق كثيرة عن الأجيال المتعاقبة.
كل هذا قاد أكاديمية كن، المتخصصة بكل ما له علاقة بالعلم والعمل والآداب والتكنولوجيا، إلى تنظيم هذه الدورة، والهدف إنقاذ الأجيال المقبلة من مغبة التزوير والتزييف، فكان الاتفاق مع واحد من أهم المؤرخين السوريين، الدكتور أحمد برقاوي، الأستاذ السابق في جامعة دمشق، ليتولى المهمة.
في الدورة، سيتعلم الطلاب كل المفاهيم الضرورية لعلم التاريخ، وكذلك الفوارق الجوهرية بين علم التاريخ وعلم التأريخ (التاريخ هو الحدث، والتأريخ هو كيفية نقل ذلك الحدث). كذلك سيتعلمون كيفية التحقق من الوقائع التاريخية (لا يجوز أخذ النص كما هو، بل هناك محاكمة عقلية للواقعة المنقولة، وما لا يقبله العقل يجب رفضه). وسيتعلمون أيضا العوائق الي تتعرض لها دراسة الوقائع التاريخية، والعوائق التي يعرض لها المؤرخ الحقيقي، وكذلك ماهية المؤرخ وعلاقته بالعلوم الإنسانية، فضلا عن أسس كتابة السير الذاتية.
وفي بحر المعلومات الهائل، سيحصل الطالب على كمية من المهارات يمكن استخدامها في مناحٍ أخرى في الحياة، ومنها فهم الوقائع التاريخية، ومهارة البحث والتدقيق، ومهارة المحاكمة العقلية، ومهارة الموضوعية والحياد، ومهارة كتابة السير الذاتية، ومهارة الربط والاستنتاج العلمي، ومهارة خاصة بالتعامل مع العوائق والصعوبات.
الدورة تقع في عدة محاور ومحتويات، وتتنوع هذه المحاور بين “كيف تكون مؤرخا” و “علم التاريخ- فهم ونظر” و “المؤرخ عقل يفكر” و عوائق المؤرخ الحقيقي” و ” مناهج علم التاريخ”.. إلخ.
الدورة شيقة وتنتمي لفروع الآداب، المرتبطة بالعلم، وتقع في ثلاث ساعات متواصلة، ويقدمها الدكتور أحمد برقاوي باللغة العربية، علما أن الطالب سيحصل في نهايتها على شهادة إنجاز صادرة عن أكاديمية كن الرائدة والمعترف عليها في الشرق الأوسط.

Continue Reading