اتصل بنا

إبداع

تصميم الأزياء

أخيراً بات لعالم الموضة والأزياء منصة تعليمية في الشرق الأوسط، وأصبحنا على دراية بأن تعلّم هذا المجال، الخارق للجمال، لم يعد بحاجة للذهاب إلى أوروبا، أو البحث في كراسات المدارس الغربية التي تأتي بالمعلومة الصحيحة ولكن كثيرا ما خانتنا الترجمة الحرفية فنال منا التيهُ… وكم حصل ذلك!
إنه العالم الأرحب والأوسع، مثله مثل الطعام تماما، إذ لا يمكن للمرء أن يجلس في منزله بلا ملابس، فكيف وهو يغادر البيت كل يوم. وفي منطقتنا العربية تأثرنا كثيرا بالأوروبيين، وطال الزمن كثيرا حتى أصبح لدينا مصممون، ولكنهم، غالبا، كانوا خريجي مدارس القارة العجوز، وتحديدا ميلانو وباريس وبرلين، ناهيك عن أميركا وطغيانها في هذا الجانب الجمالي المتوضع على جسم الإنسان بجنسَيْهِ، الذكور والإناث.

أكاديمية كن الرائدة في دورات الـ أونلاين في الشرق الأوسط، والتي تواصل مسيرتها بأن لا تترك مجالا أو شيئا للصدفة، جهزت منصتها الإلكترونية، وأعدت العدة لدورتها التدريبية الجديدة بعنوان “تصميم الأزياء” وبإشراف واحدة من نجمات عالم التصميم في العالم العربية، نيرفين الجبان، والتي تقدم كورسات الدورة بالأسلوب المعاصر “التعليم عن بعد” أو التعليم عبر الإنترنت، والذي تصل فيه المعلومة إلى الطالب في منزله عبر فيديوهات تمتد لساعتين، الأمر الكفيل، عند انتهاء الدورة، بتخريج مصممي أزياء على درجة عالية من الاحترافية، ذلك أن الدورة تفاعلية ومباشرة مع المدربة.

ما الذي سيتعلمه الطالب في هذه الدورة؟ هنا تضع أكاديمية كن تشخصيها المسبق، والموثوق، وتخاطب الطلاب بجدية مطلقة، بعيدة عن أسلوب الدعاية.
تقول الأكاديمية إن الطالب سيتعلم في الدورة هذه، كيفية إيجاد الإلهام (سنكتشف في الدورة أن الإلهام هو أهم محور في عالم التصميم!)، وسيتعلم أيضا التمييز بين المقاسات وكيفية القياس (إزالة التشابه أو الالتباس بين المسميين)، وسيتعلم أيضا الأقمشة وأنواعها، وكيفية اختيار القماش المناسب للتصميم.
وفي مسائل الجسم، سيتعلم الطالب أشكال الأجسام وما يناسبها من ملابس. وسيتعلم كيفية التلاعب بالنسيج، ومن ثم الدخول إلى حقل اللون (لون الملابس على لون الجسم المناسب). كذلك سيتعلم الطالب أدوات التصميم وكيفية استعمالها، وكيف يصبح منسقا للملابس، وما هي أفضل التقنيات لعمل تصميم جديد، والختام مع لوحة الإلهام (الأهم). إذاً، الطالب أمام الملابس، والجسم، والألوان، والتقنيات، والإلهام. باختصار، هو أمام عالم التصميم بأقسامه كافة.

نيرفين الجبان تؤكد على مهارات سيحصل عليها الطلاب، وتوجزها بالإبداع، والابتكار، والتصور، ومن ثم تحديد التصميم المناسب من لوحة الإلهام، وفهم الملمس واللون والنسيج. نلاحظ هنا أن معظم المهارات فكرية وذهنية، ما يذهب بنا إلى أن عالم التصميم هو سلوك وأفعال عقلية قبل أن يكون فعلاً يدوياً.

المحاور كثيرة، لكن نيرفين تبسّط كل شيء، ليصل للطلاب كما ينبغي. فهي إذ تبدأ بطرح أسئلة، تكون إجاباتها حاضرة مع السؤال غالب الأحيان. مثلا تسأل ثم تجيب: إن أول تقنية في عالم التصميم هي ابتكار تصاميم جديدة. ولتحقيق ذلك يجب أن نعرف مصدر إلهامنا. وحين تصل إلى محور “لوحة الإلهام” ستشدد على أن هذا هو أهم محور في الدورة، بل في عالم التصميم ككل.
تعرّف لوحة الإلهام بأنها الأهم، وبأن الطالب، بمجرد أن ينجز هذا الجانب، يستطيع القول بأنه قد أصبح مصمم أزياء. وللتعريف الحرفي والعملي للوحة الإلهام تقول نيرفين إنه تطبيق الأفكار على الورق ونقلها إلى الواقع، الأمر الذي يتحول إلى إبداع، إذ إن الإبداع في تصميم الأزياء هو نقل الفكرة إلى الواقع.
تتحدث في بعض المحاور بتفاصيل عميقة لكنها تحتاج إلى مشاهدة الطالب للفيديوهات، لكون المسائل العملية لا يستفاد منها على ورق. لكن ثمة العديد من الإرشادات والمعلومات المفيدة للطالب وبخاصة المبتدئ تقدمها نيرفين. مثلاً تكشف نيرفين أن عالم الأزياء غير مقيد بقوانين “يكفي أن يكون الشخص صاحب موهبة، ثم يدرس عالم التصميم ويتعرف عليه تماما، وسيصبح مصمما بعد ذلك بالتأكيد”.
ولدينا مقارنة مهمة في جانب آخر، تميز نيرفين فيها بين مصمم والأزياء ومنسق الملابس، فلا تشابه بين المهمتين على الإطلاق. كذلك لدينا مقارنة في محور المقاسات، فما ينطبق على البنطال مثلا يختلف تماما عما ينطبق على القميص أو الجاكات.
تركز نيرفين على أهمية معرفة الطالب بتاريخ التصميم والأزياء، فالموضة لها تاريخ معين (القرن الـ 19)، ومتى دخلت في عالم الأزياء وكيف؟ هي معلومات نظرية لكن لا ينبغي على مصمم أزياء أن تفوته هكذا معلومات عن تاريخ مهنته.
عالم الأزياء شيق وجمالي، فكيف بدورةٍ عنه طال انتظارها وتأتي بكورسات كاملة لدورة كاملة بمواصفات عالمية لا تحذف أي بند في أي محور من برنامج لا يقل عن أي برنامج آت من مدارس عالمية، علما أن مدة الدورة ساعتان ويبدو الوقت فيها يمضي كما لو أنه دقائق معدودات.
يشار إلى أن الدورة تقدم باللغة العربية ويحصل في نهايتها كل طالب على شهادة إنجاز صادرة عن أكاديمية كن المعترف عليها في الشرق الأوسط.

Continue Reading