الموارد البشرية رؤية شاملة مع دون فين
عشرة في المائة من المديرين التنفيذيين ناجحون أو درسوا الموارد البشرية أكاديمياً، ونفس النسبة تماماً هي للمديرين الذين يعملون في مهن مختلفة عن المهن التي يعمل بها الأشخاص الذي يعملون تحت إدارة المديرين
هذه المقدمة تقودنا للإبحار في عالم الموارد البشرية، ولعلّ الأفضل لنا، في دراستنا هذه، ألا نطرح آراءنا الشخصية حولها، وإنما نأخذ رأي الخبراء في هذا المجال، لنصل إلى نتائج بحثية معمول عليها بعناية ودقة، وبأداء علمي محض وهذا ما ستتعرفون عليه في السطور الطويلة التالية
كعادتها، لم تترك أكاديمية “كن” مجالاً تأهيلياً في مختلف نطاقات الحياة العملية، إلا وعملت على تسخير إمكاناتها، العلمية والعملية، لجعله بحثاً خاصاً يُقدَّم للحالمين بدخوله. والآن، تصل الأكاديمية عبر منصتها، ذائعة الصيت، لتنظيم دورة خاصة بالموارد البشرية، الهدف منها تأهيل مديرين تنفيذيين يجيدون، ليس تحصيل المال وحسب، بل وإدارة أعمالهم ومؤسساتهم بأدوات علمية تستند إلى أحدث ما توصل إليه العصر من عناصر وأدوات تحاصر بها النجاح والقمة، وبإشراف أفضل من برز ولمع في عالم الموارد البشرية في العقود الماضية
في تعريف منصة “كن” للموارد البشرية نجد التالي :”إن أهميتها تأتي من كونها تتعامل مع العنصر البشري.. والعنصر البشري، هذا، هو الرأسمال الحقيقي لأي مؤسسة، وعليه وعلى تفاعله، يتوقف نجاحها ونموها الاقتصادي”
على ذلك، تقدم الأكاديمية دورة دبلوم الموارد البشرية من ضمن دورات الأونلاين التي تنشط في تقديمها للطامحين في شتى المجالات، وقد أسندت مهمة تدريب الطلاب لواحد من أهم خبراء الموارد البشرية في العالم “الأميركي دون فين”
دون فين هذا، رجل مخضرم، ومعاصر، يبلغ الستين من العمر، وضع ستة كتب عن الموارد البشرية، وأكثر من ثلاثين برنامجا استفادت منه أكثر من 80 ألف شركة، وحاضرَ أكثر من 400 مرة بمديرين تنفيذيين على مستوى الصف الأول في العالم
الأكاديمية وعبر منصتها، تستعرض مهامها في دورتها الجديدة، وتؤكد أن مسعاها هو في تقديم إيضاحات، لعل أهمها، حسبما ورد في التعريف، الفرق بين المدير الناجح والمدير العادي وهذا بحث خاص سيبحر فيه الأستاذ دون فين إلى عمق العمق. كذلك، في الدورة، وحسب الأكاديمية، ستبرز الصعوبات التي تعترض مجال الموارد البشرية، وتشخيص الحاجات الضرورية
الأكاديمية تقول أيضا:” لدينا وقفة مع عملية التوظيف، وتفاصيلها: المقابلة، تكوين المهارة، بناء السيرة الذاتية، الأفكار الهامة، التطبيقات اللازمة للاستمرار”.
كذلك حول المستقبل، الذي هو جوهر العمل في الحاضر، تركز الدورة، بحسب أكاديمية كُن، على القادمات، والمخاطر المحتملة لقطاع الوظائف، إضافة إلى الأهم في هذا العصر والمتمثل في الرجال الآليين والذكاء الاصطناعي.
أما دون فين، فيستند في تقديم نفسه للطلاب، على كاريزما يتمتع بها، وأسلوب خطابي مدروس، وقدرة هائلة على الدخول في عمق المتلقي.
في تعريفه عن نفسه، تبرز جاذبية المحامي السابق الذي ترك مهنته، فنراه يستخدم اعتزاله للمحاماة كفقرة إقناعية للطلبة
يقول فين محفزاً:”كنت محامياً، ووضعت آلاف الدولارات في جيوب الناس.. مثلت المتضررين من انفجار نووي، لأني آمنت بأن نيويورك مدينتي والمتضررون ينتمون إليها.. لكنني أدركت لاحقا بأنني أحرقت نفسي وزواجي، فقدمت استقالتي بعد 17 عاما، وقد أفلست لاحقا”
هذا الخطاب لمؤلف ستة كتب في الموارد البشرية وصاحب الـ 400 محاضرة في مديرين تنفيذيين مشهورين، يبرق برسالة مفادها:” تعالوا إلى عالم الموارد البشرية، فهو أفضل من أية مهنة أخرى!” بالتأكيد سيلقى آذانا صاغية، لا سيما حين يرى المتابعون أن المهنة التي تركها واستنجد بالموارد البشرية لإنقاذ نفسه، كانت المحاماة.. المحاماة وليس سواها!.
نقطة أخرى يركز عليها دون فين في عملية الجذب. الرجل يقول في كلمته المفتاحية بأنه في الدورات التي أشرف فيها على مديرين تنفيذيين، لم يكن معلّماً لهم وحسب، بل كان يتعلم منهم أيضا. في هذه النقطة دعوة من فين للطلاب للإيمان بأن الدورة التي سيخضعون لها، لن تفرزهم كمديرين وحسب، بل وستجعل منهم معلمين أيضا
ما هو المطلوب من طلاب دون فين كمبادئ أساسية؟ يعدد المحامي القديم خمسة بنود مفتاحية يتوجب على كل طالب تنفيذها: إعداد ملف شخصي ووضع صورة عليه إضافة للمعلومات الرقمية الهامة.. وضع وقت على التقويم اليومي لكل طالب.. متابعة الفيديوهات التي ستعرض كل يوم اثنين ولعشرة أسابيع، والتجهيز لإجراء مكالمة جماعية كل يوم أربعاء.. وضع الأسئلة المهمة والتعليقات على الفيديوهات.. مشاركة الأفكار والأسئلة بمبدأ واضح “التعلم جماعي ولا أحد يمتلك ذكاء يفوق ذكاء الجميع مجتمعين”.. وأخيرا تحميل المحاضرة ومرفقاتها
ويسهب في الطروحات والمحاججات الواقعية الهادفة إلى الجذب والإقناع. ويقول متسائلا: كم شخصاً تمكن من أن يصبح مديرا تنفيذياً أو مالياً أو مدير تشغيل؟ الجواب: لا أحد من كل الذين خضعوا لبرامج عادية نجح في ذلك
وسؤال آخر: كم شخصاً قرأ عن الموارد البشرية ولو عنوان؟ الجواب لا أحد أيضا
في قناعة دون فين، قد ينجح البعض في المقابلة أكثر من غيرهم، ذلك أنهم يظهرون بشكل جيد لأنهم يكونون قادة.. إلا أن أكثر هؤلاء يكونون عادة، من حيث المستوى والكفاءة، ما دون الوسط.
لهذا السبب، يدعو دون فين الطلاب لأن يتعلموا، ذلك أن دخولهم عالم الموارد البشرية ليس مفروشا بالورود، ويحذر الراغبين بخوض هذا المجال من مغبة الظن بأن القادة الذين يديرون المؤسسات في هذا الوقت سيساعدوهم دائما:” لن يمنحوكم الفرص كل يوم!”.
بناء على ذلك، يطرح المدرب الأميركي الشهير برنامج الدورة، تحت عنوان “البحث عن استراتيجية وأدوات جديدة” ويمحور ذلك في بنود تتشعب منها التفاصيل. تلك البنود تتركز في التالي ” توفير فرص رائعة.. الإدارة والمحتويات والارتباط.. الموارد البشرية شريك عمل.. الموارد مصدر للابتكار.. التعامل مع منظمة التعليم”.
يقدم دون فين نصائح لرواد هذا المجال يقول فيها:”لا تتصرفوا كملوك للمدراء.. ابتكروا.. عليكم أن تحاولوا وتفشلوا أكثر من المنافسين، لا أن تذهبوا لإلحاق الهزيمة بهم”.
يعترف دون فين أن نسبة النجاح القائمة في عالم الموارد البشرية، اليوم، لا تتعدى العشرة بالمائة… هو متفائل برفع النسبة أضعاف ذلك وفق برامجه
يشار إلى أن الدورة تقع في 11 محوراً، وزمنها الأقصى 10 ساعات، ويحصل الطالب في نهايتها على شهادة إنجاز صادرة عن أكاديمية كُن، والعربية والإنكليزية هما اللغتان المستخدمتان في الدورة.