الاتصال الجماهيري مفهومٌ مرتبط بوسائل الإعلام، لكنه ليس وسيلة إعلامية، بل هو وظيفة وسائل الإعلام، من حيث أنه الرسالة التي توصلها تلك الوسائل للناس. بمعنى أوضح، هو التعبير عن وصول الرسالة، أو الخبر، أو المعلومة، للجماهير، وذلك من خلال وسيلة إعلامية، مرئية أو مسموعة أو مكتوبة… أو إلكترونية. ويُنمّى الاتصال الجماهيري في هذا العصر أكثر فأكثر، من خلال شبكة الإنترنت، وسيادة منصات التواصل الاجتماعي على الشبكة.
إذاً، وسائل الاتصال الجماهيري تصبح، وفق المفهوم والتعريف آنف الذكر، بمثابة أدوات يتم توظيفها لخدمة توصيل الخبر لمختلف شرائح المجتمع في نفس الوقت، وطبيعة كل وسيلة تترك نوع الأثر، فمنها الإيجابي ومنها السلبي، ولكن الإيجابي يبقى متروكا في النهاية إلى مدى الوضوح في الرسالة ومصداقيتها.
من هنا، فإن الاتصال شيء، ووسائل الاتصال شيء آخر، ولكن الاتصال هو الوظيفة الي تقوم بها الوسائل، على اختلافها وتعددها ” التلفاز، الإذاعة، الصحيفة” وحديثا اقتحمت الشبكة العنكبوتية العالم كله وتسيّدت على بقية الوسائل، فباتت الرقم واحداً في العملية.
أنواع الاتصال الجماهيري:
تختلف الأنواع في الاتصال الجماهيري بحسب طبيعة تقديم كل واحدة، فاللفظي يختلف عن غير اللفظي، والاثنان يختلفان عن المرئي. فاللفظي، مثلا، هو أساس الاتصال، ويستخدم التواصل الشفهي، سواء وجها لوجه، أو عن بعد، ولكنه في النهاية يفتقر للدقة، لأن الشفاهية لا توصل كل شيء من المرسل، ولا ضمان لأن يستقبل المتلقي كل شيء بحذافيره، وهذا النوع يستخدم بعض الإيماءات غير الملفوظة بطبيعة الحال.
أما غير اللفظي، فيقوم على متابعة الإيماءات وملاحظتها، وكذلك الحركات التعبيرية الي توصل جزءا من الرسالة بحسب المشاعر، كالحزن والفرح، والغضب… إلخ. باختصار، الاتصال غير اللفظي هو فهم الرسالة دون الحاجة للنطق بها.
أما المرئي، فينتشر في أصقاع المجتمع وشوارعه، ونشاهده عبر اللوحات الطرقية الدلالية، والأيقونات التحذيرية، وكذلك الخرائط، بالتالي، هذا النوع بصري، ويتلقاه الناس دون حاجتهم لقراءة أي مضمون، فرسائل الدول للمواطن عبر الشاخصات أثبتت جدواها أكثر من عشرات البرامج التوعوية التلفزيونية.
أهمية الاتصال الجماهيري:
تكمن أهميته في الأدوار التي يلعبها، كإيصال المعلومة الصادقة، والتوعية في كل الظروف، وترفيه الناس، وتنمية الثقافة، والمراقبة، وفوق كل اعتبار الإعلام.
الاتصال الجماهيري يبقى حلقة الوصل بين صانع القرار والمجتمع… بين المرسل والمتلقي.
تعلم المزيد في دورة صناعة المحتوى الرقمي
