نصادف كثيرين في يومياتنا يعانون مشاكل في صوتهم، ولا يكاد يمر وقت قصير حتى نسمع البعض يتندرون على آخرين لخشونة أصواتهم أو نعومتها أو علوها أو انخفاضها. كذلك في مسائل التنفس، فقد نسينا جميعا الآلية الأساسية في تلقي الأوكسجين بطرق صحيحة. ربما يكون الجانبان، الصوت والتنفس، مرتبطين ببعضهما، فإذا كان تنفسنا رديئا سيؤثر ذلك سلبا على أصواتنا والعكس صحيح.
وفي عصر بات فيه كل شيء في الحياة أكاديميا، أصبح من السهل تصحيح مسار كل جانب من جوانب حياتنا، والصوت والتنفس من هذه الجوانب التي تتعلق بصحتنا وبشخصيتنا.
إزاء ذلك، تتصدى أكاديمية “كُن” للتحدي، وتطلق دورتها الجديدة والخاصة بتحسين التنفس والصوت وتطويرهما، بانيةً كل شيء على العلم والتطور والارتقاء الذي يمس كل مسامٍ في جسد هذا الزمان المتسارع.
الدورة الجديدة تحمل اسم “تطوير الصوت والتنفس” وقد اختارت أكاديمية “كُن” المدربة الشهيرة زينة أفتيموس لتولي أمور تدريب الطلاب في ناحيتين متعلقتين بالشخصية (الصوت) وبالصحة (التنفس) مع التأكيد على الرابط القوي بين الجانبين.
تعلن الأكاديمية في تقديمها لدورتها أن تمارين عصرية وتقنيات معينة يجب امتلاكها لتطوير آلية التنفس لدى أشخاص نسوا الآلية الأساس التي فطروا عليها. وتذهب إلى ضرورة أن يكتشف الإنسان صوته ويتعرف على أنواع الصوت ليستثمرها ويستغلها بالشكل الأمثل.
وإذ تؤكد أن التقنيات واستعادة الآلية متوفرة في دورتها، تتجاسر الأكاديمية في تعريف الطالب على ما يمكن أن يتعرف إليه في الدورة:” التعرف على التقنيات الصحيحة من خلال تمارين الفوكاليزم، بغرض الوصول إلى التنفس العميق، أو ما يسمى التنفس من الحجاب الحاجز”.
وحول الشق المتعلق بالصوت، تقول الأكاديمية إن منهاجها سيعرّف الطلاب على الأصوات الأنثوية والذكورية، ليتمكن الذكور والإناث من تحديد إمكاناتهم وتنميتها، وهذا أيضا من خلال تمارين الفوكاليزم.
وتنوه الدورة مسبقاً إلى أن منهجها ليس للمطربين ولا لتعليم الغناء، ولا لأي جانب موسيقي، بل هو لتطوير الصوت للاستخدامات العامة كالإلقاء والتمثيل والإعلام والتأثير على الآخر.. ولأي شخص يرغب في استعمال صوته ويجد صعوبة في ذلك.
أما المدربة الشهيرة زينة أفتيموس فتستهل الدورة بمقدمة جذابة تشير فيها إلى أن الدورة تقع في أربعة أقسام أبرزها “تعريف التنفس العميق أو تنفس الحجاب الحاجز”. وفي هذا القسم تطرح تمرينات بسيطة وسهلة التطبيق على المحتاجين للتنفس الصحيح تنفيذها ليتذكروا آليات التنفس الأساسية، مع نصائح لضرورة الحفاظ على أصواتنا الأصلية التي ولدنا عليها.
وفي قسم آخر تستعرض زينة أنواع الأصوات الذكورية والأنثوية مزودة بتمارين خاصة بكل نوع تساعد في صنع قدرات لدى من يخضعون لهذه التمرينات، وتجعلهم يتحكمون بكل طبقات صوتهم.
وفي القسم الثالث تبرز تمارين خاصة بالفوكاليزم وهذه تساعد في تموضع الأحرف على اللسان أثناء النطق بحسب زينة والتمارين.
وفي القسم الرابع تطرح زينة نصوصاً للقراءة المطلوب فيها التفاعل والتشاركية بين المشاهدين على حدا، وبين الطلاب والمدربة على حدا.
تسترسل أفتيموس في شروحات واسعة عن القسم الأول والمتعلق بالتنفس العميق أو تنفس الحجاب الحاجز. تتحدث في هذا النطاق عن آلية إخراج الصوت وفيها تبرير لضرورة إصلاح الصوت لدى كل إنسان اليوم.
تبدأ هنا بشرح عملية التنفس كما هي طبيا وعلميا وبتفاصيل دقيقة وكأننا في درس لمادة العلوم في المدرسة.
وتقول في تعقيب:” نحن لا نرسل الهواء الذي نستنشقه لمكانه الصحيح”. لذا نراها تشرح بالتفصيل الدقيق آلية التنفس الصحيح والعميق… تنفس الحجاب الحاجز.
وتعرّج زينة في بحثها نفسه على فوائد التنفس العميق، وتركز على الشهيق والزفير بأسلوب علمي غير تقليدي، مشيرة إلى أن التنفس الصحيح هو عملية سيطرة الشخص على الهواء الذي يتنفسه.
وتدمج بين التنفس والصوت، فتؤكد أن عملية التنفس الصحيحة تساعد في ترتيب الحروف في اللسان أثناء النطق. هذا مع فوائد جسدية تخضع بالضرورة لكمية الأوكسجين التي يتلقاها الشخص، مع تفعيل تمارين متعلقة بالتنفس العميق.
وتنتقل أفتيموس إلى عالم الصوت وتبدؤه بأنواعه سواء الذكورية أو الأنثوية. تشير هنا إلى أن الأنواع تتوزع حسب الترددات “عالية، منخفضة، وبينهما الوسط”.
وفي الأنواع الذكورية نجد البيس وهو طبقة الصوت ذو التردد المنخفض، والباريتون وهو الوسط، والتينور وهو التردد العالي.
أما في الأنواع الأنثوية فنرى الآلتو وهي المنخفضة، وميزو وهي الوسط، والسوبرانو وهي العالية.
ثم تشرح آلية تحديد الشخص لنوعية صوته بنفسه، وتجري على ذلك تمارين يجب تنفيذها وهي تنتمي إلى الفوكاليزم بطبيعة الحال.
تعبر زينة أفتيموس عن تأثرها كلما صادفت شخصاً يشكو من رخامة صوته، وتدعو كل شخص للاعتزاز بالصوت الذي يملكه، وإلى تطويره أيضا.
وتختم بالإشارة إلى أن الدورة مخصصة للأشخاص الذين يستخدمون أصواتهم في الحياة العامة، كالإلقاء والتمثيل والحياة اليومية، ولا تتعلق على الإطلاق بالغناء والطرب.
يشار إلى أن مدة الدورة ساعتان وخمسون دقيقة، وتلقى باللغة العربية، وتقع في أربعة محاور، ويحصل في نهايتها المتدرب على شهادة إنجاز صادرة عن أكاديمية فوكس وأكاديمية كن المعترف عليها في الشرق الأوسط.