حتى أواسط القرن العشرين كانت مهمة وسائل الإعلام البحث عن الأخبار وتقديمها للمواطنين بصيغ مختلفة، إذ لم يكن مهماً بالنسبة للحكومات، وبخاصة في فترة الحرب العالمية الثانية، أن يعرف المواطن كل ما يجري، بل عليه أن يعرف ما تريد الحكومة أن يعرفه وحسب.
وبعد انتصار الحلفاء على المحور أواسط الأربعينات، تشكل رأي عام في الغرب “المنتصر” طالبَ بعدم تكرار التجربة الإعلامية التي سادت ما قبل الحرب وأثناءها، وملخص ذلك أنه لا يجوز أن تحجب أخبار الهزيمة في معركة وتأجيل الكشف عنها لشهور أو إلى ما بعد إعلان الانتصار النهائي. ومن هنا ساد رأي قاده منظرون في الإعلام قال بوجوب اختراع إعلام موازٍ للإعلام الرسمي يكون له دور في الحركة الإعلامية في كل بلد، سواء في الحرب أو في السلم.
من هنا بدأت حركة وسائل الإعلام بالارتقاء والتطور، ولم تعد الصحافة مجرد خبر يذاع، بل باتت تفاعلية أكثر من ذي قبل، وبات للمواطن في كل بلد (في الغرب تحديدا)، حق إبداء الرأي في كل قضية، مهما بدت ضيقة التداول.
فنياً، ارتقى العمل الإعلامي، ولم يعد المواطن ينتظر إلى صبيحة اليوم التالي ليعرف ما جرى بالأمس، فالإذاعات نشطت أكثر، ونشرات الأخبار على القنوات التلفزيونية باتت لأكثر من مرة في اليوم، ليصل العالم إلى يومٍ مفصلي بات فيه كل إنسان على كوكب الأرض يعرف بالخبر بعد ثوانٍ من وقوعه، بل ويتعرف إلى تفاصيله وخلفياته وحيثياته، بعد ساعة على أبعد تقدير، وقد تحقق هذا بالطغيان الأعظم على مستوى الإعلام والمتمثل باكتشاف الإنترنت واختراع الشبكة العنكبوتية التي أجازت، حتى لغير المتخصصين، أن يؤسسوا منصات إلكترونية إخبارية ضاهوا بها، في بعض البلدان، الإعلام الرسمي والخاص والأمثلة كثيرة.
مع هذا التمدد للإعلام والتطور اليومي الذي يشهده، تأسست جهات وحددت لنفسها مهمة خاصة ممثلة بتطوير الإعلام ووسائله، وطرحت نظريات التطور على كافة النطاقات، وخلصت إلى أن التطور يحتاج القيم التالية:
- المال
- البنية القانونية
- البنية التجارية
- الاستدامة للوسيلة الإعلامية
- تطوير البنية التحتية
- مراقبة الإجراءات الكفيلة للارتقاء بالإعلام.
هذه الجهات والمراكز والمؤسسات لا تعنى بشيء إلا بتطوير الإعلام، وقد اتسقت بمنظمة الأمم المتحدة لتكون أطروحاتها ملزمة، ولعل في هذه العجالة نذكر بعضا منها:
- مؤسسة صحافة الحرب والسلم
- وكالة إنتر نيوز
- المركز الدولي للصحفيين
- مجلس البحوث والتبادلات الدولية
- صندوق استثمار وتطوير وسائل الإعلام.
هذه المؤسسات ووفق برامجها، وضعت للعمل الإعلامي وتطويره عدة مؤشرات لخصتها منظمة اليونسكو بالتالي:
- تنظيم حرية التعبير وفق نظام.
- شرط التعددية والتنوع.
- إيجاد مساحة اقتصادية فاعلة
- أن تكون الملكية واضحة وشفافة.
- أن يكون الإعلام منصة للخطاب الديمقراطي
- بناء المهارات الأكاديمية ودعم المؤسسات الداعمة للحرية.
- البنية التحتية الكفيلة بدعم الإعلام الحر.
