لم يعد الشغف وحده كافيا للوصول إلى مرتبة مصور محترف، وبخاصة مع طغيان التكنولوجيا وتوفر أجهزة الخليوي مع كل إنسان على كوكب الأرض و التقاط الصور في كل حين بيد من احترف ومن لم يحترف هذه المهنة النبيلة التي قامت أصلا على تصوير الإنسان وجها وجسدا.
ولأن العصر لا يسمح بزوال مهنة كهذه مهما تعاظمت التطورات، كان لا بد من البحث عن سبل أخرى للحفاظ عليها أولا، وللفرز بين المحترف والهاوي ثانيا، الأمر الذي فرض الحاجة للعلم وللدراسات الأكاديمية الشاملة فجاء كل شيء على شكل ملف يحتوي كل شاردة وواردة في مجال التصوير الفوتوغرافي، مع تجزئة المعلومات إلى تصنيفات ومستويات، بغية تسهيل الأمر على الهاوي، واحترام المحترف الذي يريد تنمية مهاراته في هذا السلك المختلف عن سواه.
أمام ذلك، تصدت أكاديمية كن الرائدة في عالم دورات الأونلاين للتحدي وأطلقت دورة تدريبية بنظام الأونلاين القائم على التعليم عن بعد، أو ما يعرف بالتعليم عبر الإنترنت، وانتدبت للإشراف على التدريس واحدا من أهم أستاذة التصوير في العالم، الأميركي برني رافي، ليقدم كورسات عبر فيديوهات تنحصر فيها كل ما يتعلق من أشياء متعلقة بعالم التصوير الفوتوغرافي.
وتفيد أكاديمية كن في معرض حديثها عن دورتها بأن الدورة ستعرّف الطلاب على كل المعلومات العميقة والشاملة الدالة على جميع العناصر والاساليب الإبداعية في مجال التصوير، وتطبيقها باحترافية عالية. كما وسيتعرف الطالب على الكاميرا الاحترافية وأجزائها وأدواتها واستخداماتها في التقاط الصور بمختلف أشكالها. إضافة إلى التعرف على الإضاءة التي تشكل بحثا خاصا لا يعرفه الشخص العادي في عالم التصوير، مع ضبط الإضاءة وإعدادها بدقة عالية، وعلى الكثير والكثير من الأشياء التي تصنع مصورين محترفين.
برني رافي، الذي يعرّف عن نفسه كمصور و مدرب محترف بريطاني حاصل على العديد من الجوائز ومؤهل بمستوى متقدم من الجمعية المهنية للمصورين في المملكة المتحدة (جمعية ماستر المهنية للمصورين) يقدم في هذه الدورة أشياء جديدة لم يعرفها طلاب المستوى الأول في دورتهم، إلا أنه يضبط إيقاع التصوير العام والشمولي بقوله: كل دورة مرتبطة بالتي قبلها.
في دورة المستوى الأول تحدث رافي عن الضوء، وعن الشمس والظل، وقدم نصائح وإرشادات، وركز على محاور المستوى الأول وختم كل شيء آنذاك بتعداد أنواع الكاميرات. إلا أنه في الدورة الحالية “المستوى الثاني” يستهل الكورسات بالتعهد بأن يورث الطلاب معرفته في التصوير والذي ترك عمله الأساسي لأجله.
يقول رافي إن هذا الجزء يختلف عن سابقه، لأنه يركز على الكاميرا وأجزائها وإعداداتها، لكنه، كما أسلفنا، يربط بين الدورتين بالقول: كل واحدة مرتبطة بسابقتها.
يقدم رافي في الكورس الرئيسي أساسيات العمل في التصوير، ويركز على عنصر “التعرض” والقائم على ثلاثة أشياء تشكل مفتاحا للأمور. الأشياء الثلاثة هي: الفتحة وسرعة الإغلاق والآيزو. ويبقى شرح هذه الأمور غير وارد هنا، بالنظر إلى أن التفاصيل تكمن في الدورة وفي الكورس المعروض في الفيديوهات.
يتحدث رافي عن طرق للقيام بأي إجراء في عالم الكاميرا:” لا طريقة واحدة صحيحة للقيام بالأشياء.. لدينا طرق”.
وينصح بمتابعة كل شيء والتركيز الذهني العالي، ليستطيع الطالب تقرير ما يريده في النهاية.
يخبر رافي الطلاب بأن الفصول ستقدم على مدى أشهر في فيديوهات مدة كل واحد قرابة العشر دقائق، وبأن كل فيديو مستقل عن الفيديوهات الأخرى، لأن الفيديو الواحد يغطي إعداداً أو مفهوما محددا.
يوصي رافي بمشاهدة كل فيديو أو فيديوهين في وقت واحد، على ألا ينسى الطالب شيئا، مع لفت الانتباه إلى ضرورة أن يطرح الطلاب الأسئلة في كل وقت، على أن تكون الأسئلة متعلقة بعالم التصوير وحسب.
واحدة من أهم الدورات في عالم التصوير، تتوفر على محتويات ومحاور مركزة، فمن الإعدادات والأساسيات، إلى إعدادات وتقنيات التعرض، إلى نصائح للتركيز المثالي، إلى الإبداع ورؤية سيناريوهات العالم الحقيقي، إلى كيفية تصوير المناظر الطبيعية، ويختم كل شيء بتناول إعدادات الصورة، والصورة في النهاية هي أساس ونتاج عمل الكاميرا.
الدورة شيقة وتقع في أربع ساعات ونصف الساعة وتقدم باللغتين العربية والإنكليزية، وفي نهايتها يحصل الطالب على شهادة إنجاز صادرة عن أكاديمية كن المعترف عليها في الشرق الأوسط.