اتصل بنا

تطوير الذات

هبوطٌ من القاع

تخيل لو كانت الأمور عكس ما هي عليه. تشعر أنك بالقاع والقمة تبعد عنك كبعد أحلامك عن واقعك. ماذا لو قلبنا المعادلة؟ منذ أن بدأت خلايانا الدماغية بترجمة الرسائل المرسلة عبر التواصل والاتصال البشري ونحن نعلم أن القاع هو محطة الإقلاع، والقمة هي مقر الهبوط، ولكن من الذي قرر وعمم القانون؟ ماذا لو لم نملك طائرة للتحرك، وكل ما نملكه هو مظلة؟

هل سنتقيد بقانونٍ بشري لم يكسر بعد حتى الآن؟ لا يوجد قاعدة حياتية تنطبق على الجميع، فتفكيري لا يشابه تفكيرك، وظرفي يختلف تماماً عن ظرفك، حتى أسلوب الحياة، الرغبات، الاهتمامات، وأيضاً الاختيارات. لذا لا يمكن لأي شخص أن يعمم نتيجة تجربة شخصية لتكون إحدى القواعد الحياتية

النزول خطوة قد تبدو سيئة، ولكن ماذا لو أنك نسيت شيئاً في الأسفل؟ قد تكون هناك فرصة ما تنتظر منك الرجوع لها وحساب خط العودة. دائما تلقى على مسامعنا جملة تفيض بخيبة الأمل “لو يرجع الزمن شوي”، ولكن ماذا لو نحن عدنا قليلاً للخلف؟ عدنا لأحلامنا التي أطفئنا الضوء عليها، وتغلبنا عليها بالنوم، وأكملنا دروبنا بأحلام ووظائف لا تطابق أحجامنا! هبوطك للقاع ليس بمشكلة، فقد يكون كحماسة تشعل فيك فتيل حلم كنت تحسب أنه محال، ولا تنسى أن بين المحال والحال حرف، وبينك وبين قلب حالك، خطوة

كل ما هو مخالفٌ للعادة والروتين يبدو صعباً في البداية لأنك تحتاج لكسر حدود وضوابط وضعت منذ سنين، كأن تحلم بأن تصبح طبيباً منذ الصغر، ولكن ماذا  عن الرسام الذي بداخلك؟ اجعله سراً بينك وبين نفسك، لا تحاول أن تشاركه. ولكن يمكنك أن تخالف كل الطرق، واخرج عن المألوف. ابدأ بالسير عكساً. ليس عكس التيار، بل عكس الأمر الواقع

دع كل ما يقال من ترهات وأقاويل بنيت على رغبات شخصية خلفك، وتوجه نحو نفسك. توجه نحو فكرك الذي أخفضت صوته، وسمعت للآخرين. حاول أن تنصت لما خلته مستحيلاً بالأمس، وتذكر أن اليوم هو بمثابة فرصة جديدة لك، إما أن تبقى في قاعك الممل والمستقر، أو أن تنجو بما تبقى منك

إعداد و تحرير
تيماء العلي
كاتبة
Continue Reading