كثيراً ما نسمع بمسمّى “ لغة الجسد“، وكثيرون منا لا يعرفون ما تعنيه، بل إن استطلاعاً في فرنسا، قبل عشرين عاما، خرج بنتيجة أن 65% قالوا بأن لغة الجسد تعني لغة الصم والبكم. إلا أن تطور الحياة في هذا العصر، قدمت إلحاحاً على ضرورة تعويم هذه اللغة، غير المنطوقة، والتي يتعامل بها الناطقون، ليصار إلى اعتمادها أولا، وإضافتها إلى مفردات الكاريزما ثانيا، واعتبارها لغة رسمية بامتياز ثالثا.
ولأننا في منطقة الشرق الأوسط نبقى محتاجين لكل تحديث في مجالات الحياة المعاصرة والمحدثة، كان لا بد لنا من وجود مدرسة تقدم أهم منهاج في العالم يطوّق هذه اللغة ويجعلها تبدو أمامنا كاللغة التي نتكلم بها باللسان، الأمر الذي بقي محجوبا عنا، ما أدى إلى زيادة الفوارق بين الرئيس والمرؤوس في العمل على سبيل الحصر. قلنا على سبيل الحصر لأن الدورة التي بين أيدينا، الآن، هي دورة لتعليم لغة الجسد في العمل. هذه الدورة التي ستلغي كل الفوارق بين القادة والمنقادين في أماكن العمل، وستبدد كل الشكوك لدى الشخص بنفسه، وسيخرج الطلاب في نهايتها وقد حصلوا على المراد، وأضافوا لأنفسهم لغةً لا تقل أهمية عن اللغات التي يتقنونها لفظاً.
هنا، تتصدى أكاديمية كن الرائدة في الشرق الأوسط في مجال دورات الـ أونلاين للمسألة، وكالعادة تطرح دورة تدريبية عن “لغة الجسد في العمل” وبنظام التعليم عن بعد، أو التعليم عبر الإنترنت، وذلك من خلال فيديوهات يقدمها الأستاذ في علم “لغة الجسد” السيد جي ووكر، والذي يأتي بـ “كورس” متقدم ومحدث يقدم فيه كل شاردة وواردة عن عالم لغة الجسد ليعالج به كل خطأ محتمل في أماكن العمل، سواء للرئيس أو للمرؤوس.
الكورس غني وثمين بالمعلومات، ولعلّ تقديم أكاديمية كن له، وللدورة ككل، يفتح شهية الطلاب للانتساب. تقول الأكاديمية، بداية، إن الجسد ليس كتلة من لحوم وشحوم، بل هو كتاب له لغة خاصة، وكل حركة فيه لها دلالة ومعنى خاص وبخاصة أمام الكاميرا.
وتطرح الأكاديمية برنامج المعلومات التي سيحصل عليها الطالب في هذه الدورة، فتقول إنه سيتعلم أسرار هذه اللغة وفنونها، وسيحصل على نصائح حول استخدام البوربوينت، وعلى قواعد أساسية في المقابلات على الشاشة، وسيتعلم الجلوس الصحيح في المقابلات. الأكاديمية تطرح شعارها:” دع جسدك يتكلم بشكل سليم“.
أما المهارات التي سيحصل عليها الطالب، فربما لا تشذّ عن المعلومات، فالمعلومة في هذا النطاق هي مهارة بحد ذاتها. على سبيل المثال سيحصل الطالب على مهارة التحكم بالأخطاء، وعلى مهارة حل المشاكل، ومهارة الأيدي في لغة الجسد، وعلى مهارة السيطرة على التوتر. كل هذه سترد في المنهاج كمعلومات، وكذلك في الممارسة العملية والذهنية كمهارات.
يقول جي ووكر في أول محاور الدورة وبعنوان “الجلوس في المقابلة” إن لغة الجسد توقع الناس في مشاكل في مكان العمل، وأبرز تلك المشاكل الانكماش الجسدي والعبوس الوجهي. كبداية، يطرح نصيحة مهمة بأن على الشخص في مكان العمل، سواء أكان قائدا أم موظفا، أن ينتصب بجسده، وأن يطلق الابتسامات بشرط أن تكون مدروسة، بحيث لا يفرط في الابتسامة كي لا يبدو مصطنعا لها، ولكن في الوقت نفسه عليه أن يبدي ابتسامة خاطفة لمن يقابلهم في المكان.
ويتحدث عن تطور وتغير لغة الجسد في محور “المسافة الشخصية”، فالمسافة الشخصية التي يجب تركها بين المدير والموظف مهمة جدا. يحذر ووكر من أي تلامس قد يبديه الرئيس تجاه المرؤوس. يقول إن اللمس في هذا العصر لم يعد مقبولا، وإذ كان لا بد من مصافحة أو عناق بين شخصين في مكان العمل فعليك أنت أن تترك المبادرة للطرف الآخر. ويحذر هنا من أن الأشخاص الذين قد نلمسهم قد يضطرون لتمرير الأمر ولكن لا يخبروننا بأنهم لم يكونوا مرتاحين للأمر.
وفي محور بعنوان “خطورة التوتر” وفي هذا الجانب، يختصر ووكر المسألة بسطرين يقول فيهما: إن لغة الجسد السيئة في العمل هي التوتر، فالناس عندما لا يكونون مرتاحين سيتحولون إلى أرانب.
الكورس متعدد المحاور، والأستاذ ووكر يفصّل كل شيء باحترافية عالية تكفل تبديد الأخطاء أو إصلاحها. هو يتحدث عن خرافات ثلاث في لغة الجسد، وعن توظيف الأيدي في هذه اللغة، ويطرح قواعد أساسية لها، ويتناول سبل تحسينها، إضافة إلى التركيز عليها عبر الشاشة، أو في وضع الجلوس. كل هذا وفق المنهاج الأحدث لما سيصبح جزءا من مهاراتنا في المستقبل “لغة الجسد”.
الدورة تمتد لساعة و36 دقيقة وتقدم باللغتين بالعربية والإنكليزية، وفي نهايتها يحصل كل طالب على شهادة إنجاز صادرة عن أكاديمية كن المعترف عليها في الشرق الأوسط.