إبداع

صناعة الأفلام تنافس كبرى الصناعات

في كل عام تُصرف على صناعة الأفلام، والتي هي صناعة السينما، مليارات الدولارات، وذلك بحثا عن جوائز دولية أو إقليمية وذلك في مهرجانات عظمى أو وسطى أو في أي مكان آخر في العالم. تلك الصناعة بدأت قبل قرن من الزمن وكان هدفها الأول والأخير صناعة الرفاهية، لتتطور وتنقلب رأسا على عقب وتصل إلى يوم باتت فيها منافِسة لكبرى الصناعات التكنولوجية والميكانيكية في العالم، فاليوم، فيلمٌ واحد في هوليود يكلّف تصويره وعملياته الفنية وأجور الممثلين والفنيين والكوادر ما يقارب الـ500  مليون دولار ويحصد من الأرباح أضعاف هذا الرقم، وتتعدد الأفلام الرابحة في العام الواحد، ويكفي أن نقول بأن السنة الميلادية الواحدة تشهد صناعة أكثر من 5000 فيلم حول العالم بميزانيات متفاوتة وأرباح كذلك متفاوتة، لكننا هنا نقف أمام حقيقة أننا أمام صناعة حقيقية يشترك فيها أكثر من 100 ألف عنصر للفيلم الواحد “ممثلين ومخرجين وكتاب وكوادر فنية”.

 

أنواع الأفلام:

لدينا الأفلام الروائية الطويلة، ولدينا الفيلم القصير، وكذلك أفلام الرسوم المتحركة والوثائقية. ولا تتخصص جهة بصناعة نواع واحد فقط، بل إن القصة المؤثرة والتي تلامس عقل المشاهد ووجدانه ستجد طريقها إلى المصنع ولا شك.

 

عناصر الفيلم:

العناصر هنا هي المراحل التي يمر بها عملية صنع الفيلم، ولا يمكن تجاهل أو التخلي عن أي عنصر أو مرحلة، لأنها شبكة متكاملة، بدايتها بقيمة النهاية، وأوسطها لا يقل أهمية ولا يزيد عن البداية والنهاية، لأن الجوائز التي توزع سنويا تخصص لكل العناصر دون إقلال من قيمة أي منها.

عناصر صناعة الفيلم (المراحل):

  • الفكرة:

هي نواة الفيلم وهي الرسالة التي سترسل إلى عقل المشاهد ووجدانه للتأثير فيه إيجابيا، وقد يخترعها الكاتب من بنات أفكاره وقد يستقيها أو يستلهمها من فيلم آخر، وبمجرد الموافقة على الفكرة يتم الانتقال إلى المرحلة التالية الملحقة بالأولى.

  • السيناريو:

وهو الحوار بين الشخصيات في الفيلم وتفاصيل المشهد وأوقاته، ويضعه كاتب سيناريو خاص. وقد يكون كاتب السيناريو هو نفسه صاحب الفكرة “النواة”. ويجب أن يأتي السيناريو محكما ومن كافة النواحي: سير الأحداث والشخصيات والتصاعد الدرامي والحبكة والنهاية.

  • المخرج:

هو الشخص الذي يظهر كل شيء للجمهور، عبر الشاشة ومن خلال الكاميرا، ولكنه لا ينجح بالمطلق بدون عناصر أخرى تعاون معه، فهو يختار مساعدين له من فنيين ومدير إنتاج، وتكون مهمة هؤلاء اختيار أماكن التصوير المناسبة، وكذلك الممثلين، ويطرحون أفكارهم حول طرق التصوير والإضاءة المناسبة والملابس المناسبة للسيناريو المكتوب وللشخصيات.

 

  • التنفيذ:

كل ما سبق هو مرحلة التحضير، لنصل إلى المرحلة الأخيرة وهي التنفيذ. التنفيذ يأخذ وقتا أقل من التحضير، فالدواعي الإنتاجية تستوجب الكثير من الوقت وهذه قاعدة. إن التجهيز الناجح سيؤدي إلى تنفيذ ناجح وهذه أيضا قاعدة. ولا بد هنا من احترام كافة التفاصيل وهذه قاعدة ثالثة.

يتم في مرحلة التنفيذ تصوير المشاهد وتقسيمها إلى أرقام، ومن جمعها وترتيبها في مرحلة أخيرة تسمى “المونتاج والمكساج”.

بعد ذلك يجلس المخرج والمونتير ليرتبا المشاهد فيختارا أفضل اللقطات في كل مشهد، ويمكن لهما حذف مشاهد غير مناسبة، كما ويمكن لهما اختصار بعض المشاهد. يمكن أيضا للمخرج والمونتير تعديل ألوان الفيلم والأصوات والموسيقى التصويرية. إشارة هنا إلى أن المونتير هو من يضع شارة مقدمة الفيلم ونهايته.

حقوق النشر © 2022 أكاديمية كن