في ضوء التطور الحاصل على نشاط الإنسان في هذا العصر (الرقمي) والميل إلى عدم حصر الجسد في نشاط واحد، ذلك بعد أن توصلت الدراسات إلى نتيجة مفادها أن الإنسان قادر على فصل السمع عن الحركة بحيث يعمل في شيء ويصغي بعناية تامة لشيء آخر، وفي ظل حاجة بعض الشرائح في كل مجتمع، كالمكفوفين مثلا، للحصول على ما يحصل عليه الأصحاء من علم ومهارات في كل مناحي الحياة، قررت أكاديمية كن الرائدة في الشرق الأوسط في مجال الدورات التدريبية عن بعد، إقامة دورات مسموعة رديفة تماما للدورات التي أقامتها في الشهور الماضية ولكن مع ميزة تفضيلية لمن لا يستطيعون الثبات في الدراسة وينشغلون عنها في أعمال أخرى، وكذلك بالنسبة للمكفوفين الذين يتعذر عليهم مشاهدة الكورسات.
وتأتي الخطوة من أكاديمية كن في ظل الازدهار الذي يمر فيه المحتوى المسموع في الشبكة العنكبوتية في العالم والذي يؤسس، فيما يبدو لنا، لاستعادة الإذاعة لمكانتها في ظرف عشر سنوات من الآن.
وتتيح الدورات المسموعة للمشتركين في الدورات الخاصة الاستماع للكورس من أي مكان يتواجدون فيه، سواء في السيارة أو النزهة أو أثناء ممارسة الرياضة اليومية، ما يساعد على الإصغاء أكثر والاستيعاب بشكل أوسع، لا سيما وأن الأذن لها عينها الخاصة وترى بها ما قد لا تراه العين ذاتها ولعلّنا نستعير هنا من الأدب العربي وشاعره المتمرد بشار بن برد حين قال:
يا قومُ أذني لبعضِ الحيِّ عاشقةٌ
والأذنُ تعشقُ قبل العين أحيانا
في هذه الدورات سيحصل الطلاب على كل ما يحصلون عليه في دورات المشاهدة، أو الدورات الحضورية، سواء من معلومات أو مهارات، علما أن الكورس يأتي عن بعد وفق نظام التعليم عن بعد، أو التعليم عبر الإنترنت. وفي واحدة من الدورات المسموعة والخاصة بفن الخطابة ويقدمها جيم كاثكارت سيلاحظ من خضع للدورة فروقا سمعية “عذبة” عن نفس الدورة حين تم تقديمها بالصوت والصورة، والمكسب هنا هو لكل شخص، بحيث لا يعود ملزما بتخصيص وقت للدورة بل يستطيع أن يدمج بينها وبين عمل آخر، فضلا عن أهميتها بالنسبة للمكفوفين الذين يبقى وصول المعلومة لهم ومواكبتهم للعصر أمانة في أعناق كل المؤسسات العاملة اليوم وفي أي مكان في هذا العالم وأكاديمية كن جزء من هذا العالم بما يترتب عليه من مسؤوليات إنسانية.