إبداع

جمال سليمان يزيل أي احتمال لتكرار نفسه في مسلسل الطاووس

من جديد يضرب الفنان جمال سليمان ضربته في هوليود الشرق، ومرة أخرى يزيل أي احتمال لتكرار نفسه أو لتقديم صورة نمطية عن أدائه كممثل، وذلك بإصراره على الجلوس في عمق العالم المتغير والمتحول على مدار السنين.

جمال سليمان ومسلسل الطاووس وإطلالة أخرى مغايرة تماما لأسطورته التي قدمها قبل 15 عاما في مصر “حدائق الشيطان” والتي ملأ فيها دنيا العرب وشغل الناس بالأسئلة التي كثيرا ما غابت عنها الإجابات.

من الشيطان إلى الطاووس، والقاسم المشترك جمال سليمان، الفيلسوف الذي انتدبته أكاديمية كن قبل شهور ليكون المحاضر العربي في دورتها الخاصة بإعداد الممثلين. آنذاك، كان قرار الأكاديمية بأن من يصنع الممثل لا يمكن أن يكون أستاذا في معاهد أو كليات التمثيل وحسب، بل أن يكون نجما من طينة الكبار، ولم يكن هناك من هو أكبر من جمال الذي كبرت الدورة به، وتعاظمت أحلام الطلاب بمجرد أن من يشرف على تعليمهم شخصية اعتبارية في الفن العربي.

في الطاووس، نحن أمام جمال سليمان آخر، جمال غير الذي كان في حدائق الشيطان، وغير الذي أبدع في صلاح الدين، وغير الذي أمتع عشاق الدراما في “العراب نادي الشرق”.. نحن الآن أمام محامي التعويضات في قضية شائكة هزت الرأي العام المصري في القصة المحبوكة باحترافية عالية، فانسحب ذلك على الرأي العام المصري الواقعي فكان القرار المحتمل بوقف عرض العمل بعد الحلقة السابعة.

وقف العمل، منع عرضه، حرمان الجمهور من الإثارة بعد التشويق الذي لبسه في الأسبوع الأول من العرض، كلها أمور لم يستسلم لها العبقري الذي تواضع للمواهب الحالمة في أكاديمية كن وقرر صنع ممثلين منهم. نعم لم يستسلم، بل أطلق صيحته واصفا إجراءات المنع المحتملة بالمسيئة، وعرّى واقعنا العربي اليوم بأنه منفلت اجتماعيا الأمر الذي أدى إلى وقوع ظواهر التحرش والاغتصاب التي يناقشها الطاووس.

مهم جدا أن قرار المجلس الأعلى للإعلام في مصر، وبعد التحقيق مع صناع الطاووس جاء ليسمح باستمرار عرضه، لكون صناع المسلسل قد حصلوا على كل الموافقات اللازمة للإنتاج والعرض. ومن هنا عاد التشويق متصلا بما سبقه قبل الخضة التي تعرض لها العمل.

جمال سليمان، قبل المنع وبعده، هو نفسه جمال، لكن الموقف الشخصي من المبدع السوري هو ما زاد على الإثارة إثارة، فالنجم ليس من يقف أمام الكاميرا ويبدع في التمثيل أو التجسيد وحسب، بل هو من يناصر العمل الذي أنجزه، لا من يقول :”أديتُ واجبي وتقاضيت أجري والمشكلة الرقابية لا تعنيني!”.

هذا هو النجم الذي استندت إليه أكاديمية كن ووضعت ثقتها به لتخريج مواهب ترفد الدراما العربية، الأمر الذي تشابكت حوله، في وقت لاحق، أيادي الأكاديمية نفسها مع أيادي شركة كلاكيت ميديا لصنع شراكة يتم من خلالها إرسال خريجي دورات التمثيل للظهور في مسلسلات تنتجها الشركة. بالتالي، حين نكون أمام أكاديمية كن وكلاكيت وجمال سليمان معاً، فنحن على طريق الحرير في الدراما العربية مستقبلا ولا شك.

حقوق النشر © 2022 أكاديمية كن