منذ قيام الثورة الصناعية الفرنسية في العام 1789 للميلاد، أصبح كل شيء في هذه الحياة آليا. تمددت الآلة لتشمل كل مناحي الحياة. بات الإنسان نفسه آلة، ومؤخرا، تم تصنيع إنسان آلي بمواصفات خارقة للعقل، فلم يعد استغرابنا مقتصرا على كيفية طيران الطائرة، أو مسير السيارة، أو حركة البواخر، ولا حتى في كيفية التواصل الخليوي بين شخصين المسافة بينهما أقصى الأرض وأقصاها.
إزاء ذلك، بات حرياً بنا أن نفهم ماهية الآلة، وكيفية تشكّل هذا الذكاء الصناعي، وجعل كل معقد مبسطا وإلى درجة الاستيعاب، فلإبطال العجب لا بد من معرفة السبب. ولا شك في أن الوصول إلى كل هذا يحتاج بالضرورة إلى العلم والعلم وحسب… وأي علم؟ إنه العلم الأعلى مستوى، العلم الأكاديمي الذي لا يقوم إلا على نظريات تم إثباتها علميا بعد خضوعها للتجربة.
إزاء ذلك، ومن أفضل الأكاديميات والمدارس العلمية المتخصصة بالآلة، خرجت أكاديمية كن الرائدة في الشرق الأوسط في مجال دورات الـ أونلاين بدورة تدريبية ذات مستوى متقدم، وبعنوان “تعلم الآلة” وبإشراف أستاذ ذو خبرة واسعة النطاق في هذا المجال العلمي المتقدم والمتقدم جدا (هدلين دبونتفيس). وتقدَّم الدورة عبر الإنترنت، بنظام التعليم عن بعد، وذلك من خلال فيديوهات مسجلة يمكن مشاهدتها، بالنسبة للراغبين، في أي وقت في المنزل، سواء عبر الهاتف الجوال، أو عبر جهاز الكومبيوتر. كما ويتيح نظام الدورة، للمسجلين في الدورة، مشاهدة الكورس أكثر من مرة، بل لمرات غير محدودة بالمطلق.
في المقدمة تطرح أكاديمية كن بيانها حول ما سيتعلمه الطلاب في هذه الدورة، فتؤكد، بما لا يدع مجالا للشك، بأن الطالب سيتعرف على الذكاء الاصطناعي، وعلى كيفية تحضير البيانات المفقودة، وسيقرأ شرحاً مفصلا للانحدار الخطي، وسيعرف كيف يبني النموذج الآلي، وكيف يتنبأ بالبيانات ويعالجها. كما سيتعرف على المتغيرات الوهمية، والأهم من كل ذلك، أنه سيتعرف على أسرار تعلم الآلة.
ثم يظهر الأستاذ هدلين دبونتفيس في الفيديوهات محاولا في البداية كسر الجليد بين الإنسان وهذا العالم المتقدم والمتجاوز للوصف، وأحيانا للعقل. يؤكد للطلاب أنه من المفروض عليهم معرفة أسس تكوين الذكاء الاصطناعي وقواعده وكيفية تنظيم بياناته، وبأن هذا لا يمكن أن يتم بدون العلم، فالعلم، هنا، لا يسمح بالخطأ، والمجال الذي نحن فيه لا يحتمل أدنى خطأ.
في الدورة، بحسب هدلين، تبيان كامل لماهية الآلة، وأسرارها، سواء البسيطة أو المعقدة. سيتاح للطلاب في الدورة معرفة كل شيء عن هذا العالم، وكيفية صناعته من البداية إلى النهاية… قل من الألف إلى الياء.
يطرح هدلين أسئلته، بل إنه يستهل الكورس بسؤال يختصر في النهاية البحوث كلها: لماذا تتابعون هذا الكورس؟ يجيب من قبيل المساعدة على تبسيط الأمر: لأنكم مهتمون بالتعليم الآلي والذكاء الاصطناعي.
لكن الجواب وإن بدا بسيطا، إلا أنه يخفي وراءه ما يرقى لمستوى بحوث كاملة، إذ يشعّب المسألة ليصل إلى التأكيد للطلاب، كما لأي إنسان آخر، بأنهم يهتمون وهذا صحيح، لكنهم لا يدركون لماذا يهتمون. ثم يساعدهم أكثر بتوضيح سبب اهتمامهم الذي لم يدركوه: أنتم تهتمون من أجل المستقبل.. هذا المستقبل ستكون فيه الآلة أكبر من أي بعد آخر، أكثر مما نحن عليه الآن.
ينصح هدلين الطلاب: عليكم أن تحتووا هذا المجال بشغفكم، بأهدافكم. بمعنى أنه على الطالب أن يحدد هدفه، ثم يستخدم هذا الهدف، بكامل الشغف، لحماية اهتمامه بالآلة والذكاء الاصطناعي.
يجزم هدلين بثقة تامة بأن الذكاء الاصطناعي قادر على تحويل عالم الغد أو تغييره، ولذا يحث الطلاب على اللحاق بهذا الركب، ليواكبوا التطورات المقبلة في هذا العالم، لا أن يتأخروا عنها، كما تأخر أسلافهم في تطورات القرن الماضي.
مهارات كثيرة سيتعلمها الطالب، غير المعلومات التي سيحصل عليها، فهنا سيؤدي معهارة البايثون، وسيعرف كيف يعالج البيانات، وستتطور مهارته في التنبؤ، وكذلك في البرمجة التي تقوم عليها كل حياة الآلة.
أربعة محاور تقع فيها الدورة، فمن المقدمة في الذكاء الاصطناعي، إلى معالجة البيانات، إلى بناء النموذج الآلي المبسط، والختام مع بناء النموذج الآلي المتعدد المدخلات.
هذا مع العلم بأن الدورة تقع في خمس ساعات ونصف الساعة، وتؤدّى باللغتين العربية والإنكليزية، وفي نهايتها يحصل الطالب على شهادة إنجاز صادرة عن أكاديمية كن المعترف عليها في الشرق الأوسط.