يعاني الإنسان الكثير من المشكلات التي تؤثر في شخصيته، ما يؤدي إلى تشتت الهوية في غالب الأحيان، فكثيراً ما سمعنا عن فلان لم يكن بالأمس كما كان عليه قبل شهر أو سنة، وهنا يصبح لزاماً عليه القيام بتحولات وانقلابات نفسية، تساعد على ثبات في شخصيته، الأمر الذي يسمى في علم النفس “خلق هوية شخصية”.الهوية الشخصية، لا تُخلق مع الإنسان، فهي مكتسبة أكثر مما هي فطرية أو ثابتة، هناك من رأى أن سؤال الانسان” من أنا؟” هو بحث عن نفسه، وهذا الرأي أقرب إلى الصحة، لكون الهوية عملية صراع وبحث مستمرين، بل هي في النهاية جواب على ذلك السؤال الفطري البدائي (من أنا؟).لا شك وأن سؤال ” من أنا؟” يأتي في مرحلة المراهقة، وفي هذا شطبٌ للسنوات الأولى من حياة المرء على صعيد الهوية، ففي تلك السنوات يكون الشخص جاهلاً لنفسه، فاقداً لهوية غير موجودةً أصلاً، لذا فإن مرحلة المراهقة تكون هي المنطلق لخلق الشخصية، وبالتالي الهوية، ومن هنا ينطلق قطار العمر الفعلي.ما هي الهوية الشخصية؟ ما خصائصها؟ كيف يتم بناؤها؟ تلك أسئلة تقودنا إلى بحر واسع في هذا البحث المستند إلى علم النفس، وكذلك المنطق.
تعريف الهوية الشخصية:
الهوية الشخصية، هي عملية مركبة تمر بالكثير من المتغيرات تبدأ مع بدء الحياة، وتتطور حتى اليوم الأخير من عمر الإنسان. فلسفياً، قيل إنها روح، ومن ثم عدّل منظرون في علم النفس التعريف على أنه هوية شخصية.
تجليات الهوية الشخصية:
1- التجلي الجنسي: لا يمكن أن يبدأ هذا التجلي قبل سن المراهقة.
2- التجلي السياسي: لا يمكن أن يبدأ هذا التجلي قبل سن العشرين، وربما أكثر قليلاً.
3- التجلي الأخلاقي: لا يمكن أن يبدأ قبل المراهقة، لأنه في السنوات السابقة كانت أخلاق الشخص مكتسبة من الأهل، وبالتالي لا تعبر عن هوية شخصية للمرء.
4- التجلي الديني: وهو شبيه بالتجلي الأخلاقي، إذ لا يؤخذ على الشخص أي بعد ديني، إيجابي أو سلبي، حين يكون في مرحلة الاكتساب على يد الأهل.
5- العادات والتقاليد الشعبية: وتحتاج هذه للاحتكاك بالمحيط وهذا يتطلب سن البلوغ وما بعده.
6- التجلي السلوكي والمهني والدراسي: وهذه التجليات الثلاثة، تتطلب مستوى وعي ما فوق الطفولة، بل ما بعد المراهقة.
خصائص الهوية الشخصية:
للهوية الشخصية جانبان، الأول علاقة الشخص بنفسه، والثاني علاقة الشخص بمحيطه، والارتباط بين الجانبين يتجلى في أن علاقة الشخص بنفسه وفهمه لمتطلبات نفسه وجسده هي المنطلق لعلاقته بمحيطه، فبقدر ما يكون محكماً للسيطرة على نفسه يكون محترفاً للعلاقة مع المحيط.
عوامل تساعد على بناء الهوية الشخصية:
1- عوامل عضوية: وهي العائلة، الأصدقاء، المحيط، وهذه تحدد لنا المعتقدات والقيم.
2- عوامل تعليمية: وهذه تنمي المبادئ التي حصلنا عليها في العامل العضوي.
3- عوامل ثقافية اجتماعية: وتقوم هذه على استيعاب المجتمع والمحيط وحتى الأهل، إذا اكتشفنا أن بعض العادات التي تعرفنا إليها مغايرة لما تعلمناه عند الأهل، بحيث لا يسعى المرء إلى تغيير أفكار عائلته بل إلى إيجاد مقاربات وتوازنات بينما يريد وبين ما هو موجود.
4- عوامل جغرافية، مادية، ولغوية. وفي ضوء التطور الذي طرأ على مفهوم الهوية الشخصية في العالم، وكذلك ضرورة وجودها كعلم ومفهوم في منطقتنا، تطلق أكاديمية كُن الرائدة في الشرق الأوسط في مجال دورات الأونلاين دورة تدريبية خاصة في وقتٍ قريب بعنوان ” بناء الهوية الشخصية”، وسيكون الكورس متاحاً على منصة أكاديمية كُن في الوقت المناسب.
زوروا موقع منصة كن أكاديمي الإلكترونية لتتعرفوا على هذه الدورة وعلى دوراتها الأخرى.