إعلام
المهارات اللازمة للتعامل مع الإعلام
المهارات اللازمة للتعامل مع الإعلام
تواصل أكاديمية “كُن” دوراتها التدريبية في تنمية المهارات في مختلف المجالات الإبداعية، الإعلامية والمالية والإدارية والأدبية وسواها، وها هي تصل، الآن، لتدعو الراغبين في العمل الإعلامي بنداء مختصر “كُن إعلاميا” وذلك من خلال الدورة التي تجريها بإشراف محاضر دولي هو “نيك والش” صاحب الباع الطويل والممتد على أربعين عاماً في عالم الصحافة وتدريب الصحفيين.
وإذا كان عنوان الدعوة “كن إعلاميا” إلا أن المضمون يتعدى ذلك، ليصل إلى العنوان الأوضح “نعلّمْ كيف تتعامل مع الإعلام“. هذا من جهة النص. أما من جهة المضمون فالأمر مدلّل عليه ببساطة، إذ، وفي التعريف الذي تقدمه أكاديمية “كن” لدورتها، وفي أهم بند مفتاحي لخطابها الموجه للطلاب، تقول إن الدورة ليست مخصصة للإعلاميين المبتدئين وحسب، بل وللمحترفين أيضا، وهذا بحد ذاته دعوة ليس لتعلم الصحافة، بقدر ما هو دعوة لتعلم كيفية التعامل مع الصحفيين ووسائل الإعلام.
وفي كلمتها المفتاحية، تبرز ” أكاديمية كُن ” المصطلح الذي يشير إلى أن الدورة شمولية وتلامس كل من هو في حقل الإعلام، إذ تقول:” الإعلامي الشامل”، وتوضح بأن المنتسب لدورتها سيجد دليله، سواء أكان محترفاً أو مبتدئاً، لكل مهارات الإعلام، بدءاً بالإعلام التقليدي وانتهاءً بالإعلام المعاصر.
وبثقة عالية، مسنودة بما وصلت إليه من نجاحات في الدورات الخاصة بباقي المجالات، تعرّف الأكاديمية عن برنامجها بالقول:” سيفهم المتدرب الصحافيين وكيفية التعامل معهم.. وسيتعرف على جميع وسائل الإعلام، وكيفية التحضير للمقابلات، سواء أكانت بثاً مباشراً عبر الإنترنت، أو على شكل مقابلات مسجلة”.
وتضع الأكاديمية الناشطة، ثقتها بالمدرب العالمي نيك والش، وتقول بأنه سيقدم كل المهارات الإعلامية اللازمة، وسيساعد في تصنيع الإعلامي الشامل والمميز، لينجح الأخير في إجراء مقابلة احترافية عالية.
حتى الجوانب النفسية مأخوذة بعين الاعتبار لدى “كُن” إذ تراهن على قدرة هذه الدورة على تعزيز ثقة الصحفي بنفسه، ليتمكن من التحدث مباشرة إلى مراسلي الصحف والراديو والتلفاز.
وتنهي تعريفها بالدعوة الموثوقة:” كن إعلاميا مع أكاديمية كُن”. بعد ذلك، تحيل الأكاديمية الملف بكامله إلى الأستاذ والش ليقود العملية.
والش، يعرف عن نفسه بأنه عمل مراسلاً وصحفيا لمدة أربعين سنة، وعمل في الشرق الأوسط وأوروبا على وجه التحديد، ويتحدث بطلاقة وثقة مفرطتين، إذ يخاطب مريديه في البداية بالقول:” بعد أربعة عقود في الصحافة، أنا واثق بأنني سأجعلكم جيدين في التعامل مع الكاميرا والمايكروفون والصحف، وكل ما له علاقة بالإعلام كوسائل”.
يبدأ والش كل شيء من الثقة، فيعتبر أن التواصل الموثوق هو مفتاح المصداقية لكل شركة أو مهنة متألقة ويخاطب الضمير قبل أي قيمة أخرى:” منذ زمن طويل، من يمكنهم الحديث للعملاء والجمهور بوضوح وخاصة في الإعلام، يزدادون قيمة”.
ويبدو الجزم والصرامة سمتين تميزان والش حين يطلق نداءه الحازم:” سنعلمكم في أكاديمية – كُن- كيف تصبحون متحدثين باسم الشركة.. أنا أفهم أن الصحفي يوجه رسائل قوية ويدير الأسئلة الصعبة ويقنع الجمهور”.
ولتخفيف العبء النفسي عن الطلاب يختم:” دروسنا سهلة ومزودة بملاحظات دون تأطير.. لكن لدينا مساحة من المرح أيضا”.
يحدد والش للطلاب 12 موضوعاً ستتناولها الدورة وأبرزها “فهم الصحفيين، وسائل الإعلام والجماهير، التحضير للمقابلات، المراسلة، التخطيط للمقابلات، ميكانيكا المقابلة، لغة الجسد.. إلخ”.
طريقة والش في التلقين سهلة وفيها المتعة وتشغيل كامل الحواس، وفيها التفاعل يطغى على الإلقاء، إذ نجد أنه يفتتح كل موضوع ببضعة أسئلة ويضع لها عدة إجابات تاركاً للطالب اختيار الإجابة الصحيحة.
هو يعرّف الصحفي بأنه شخص جيد ويتعرض لسوء المعاملة، وللهجوم، وأحيانا للقتل، لكنه (الصحفي) إذا نجح في عمله، قد يعرض منظمات للمحاسبة. في الوقت ذاته، يحذر من مغبة الفهم السطحي لمعنى الصحفي وقيمته:” هو ليس موظفا ليجعل الناس جيدين”.
الإعلام ومتغيراته.. عنوان يأخذ حيزاً في الدورة. ببساطة، لم يعد الإعلام كما كان قبل عقود حين كان المرء ينتظر إلى صباح اليوم التالي ليفهم ما جرى في بلده، بل بات الخبر سريع الانتشار. مثال صعب يقدمه والش عن ذلك الرجل الذي مات في الطائرة وقد وثّق اللحظات الأخيرة من حياته وأرسلها لشبكة “سي إن إن”!. من باب التفسير، أو الشرح المبسط، يرى والش أن المدني العادي قد يكون صحفيا، ذلك أن الأخبار فورية وسريعة وانتشارها أسرع:” لا تتمهلوا، فالأخبار لا تنتظر!”.
في الدورة نوعان من الأخبار سيتعلمهما المتدرب: الخبر الإيجابي، والخبر السلبي.
الخبر السلبي، بطبيعة الحال، قد يوقعك تحت ضغط العامة والنقاد، لذا يجب أن تفهم ما تحتاجه عملية صناعة الخبر.
أما الأخبار الإيجابية فلها شروط، وهي نفس شروط أن يكون الصحفي نفسه إيجابيا ( سرعة الوصول للحقائق، الأشخاص، الصور).
ويشرح والش:” في مسألة الوصول، فإن عدم نشرك للخبر سيؤدي إلى قيام غيرك بنشره.. لذا لا تتأخر!”. وفي مسألة الوصول للأشخاص، فهذا يتم عبر المقابلات وخاصة في التلفاز والإذاعة. فيما الوصول للصور فمن أجل المصداقية ليس إلا.
في عنوان مهم، يبرز لدينا “وسائل الإعلام والجمهور”، ومتى يكون للوسيلة الإعلامية منصب أو نصيب في الجماهيرية؟. بالعموم كل وسيلة إعلامية لها ذلك، بحسب والش:” سواء كانت داعمة لليمين أو لليسار، أو سائرة في خط الحياد”.
تتعدد العناوين وتبرز الخطوط العريضة في الكورس الذي يتألق فيه والش في التقديم، ونصل إلى أنواع المراسلين، ذلك بعد أن عرفنا الصحفي وعلاقته بالجمهور ونوعية الأخبار ووسائل الإعلام.
في أنواع المراسلين يتحدث بنبرة عادية عن المراسل العامل والذي يغطي كل شيء، ثم عن المراسل المختص ويرفع نبرته في الحديث عنه قليلا:” هذا النوع له اتصالات شديدة جدا”. لكن النبرة والتحذير تأتي من النوع الثالث الذي يسميه والش “شديد الاختصاص” وهؤلاء يكونون مراسلين في السوق المالية وشركات الطيران وغيرها، ويقول:” هؤلاء قد يعرفون أكثر من الناس عن أعمال الناس الخاصة!”.
ونصل للمقابلة وكيفية إجرائها، وكيف يمكن إيصال الرسائل، وكيفية التحضير، وكيفية مساعدة الشركة أو المؤسسة.
وفي فقرة المقابلة تبرز الكثير من الأمور التي يجب تأمينها قبل البدء بالمقابلة، ويختزلها والش بمجموعة أسئلة:
من هو جمهورك الذي تستهدفه بالمقابلة؟ ما هي رسالتك؟ هل ستصل رسالتك للجمهور؟ هل يسمعك هذا الجمهور؟ ما هي اللغة الأفضل للمقابلة؟ كيف ستجذب الانتباه؟
هكذا تكون أمام رسالة، والرسالة يجب أن تكون واضحة جدا، وغالبا يتم بناؤها مسبقاً، وهي تحتاج بالضرورة لحقائق وأدلة وأرقام وأمثلة.
الدورة مهمة وفيها الكثير من الحقائق عن عالم الصحافة، وإضاءة كاملة على عمل الصحفيين، ومدتها ساعة و 10 دقائق، وفي النهاية يحصل الطالب فيها على شهادة إنجاز صادرة عن أكاديمية كُن، مع الإشارة إلى أن اللغة المستخدمة في الدورة هي العربية والإنكليزية.