كتبت: تيماء العلي
تبقى الصحافة مهنة الحق وصوت الضمير الحي الذي لا يصمت إلا حين يخرس كل ما يخالف الإنسانية. تلك الصورة تتجسّد في فيلم “كل رجال الرئيس” للمخرج ألان جاي باكولا.
يعتبر هذا الفيلم نقلة نوعية في مجال السينما والأفلام السياسية خاصة، نظراً للقضية المطروحة فيه وهي “ووترغيت” التي سُجلت كأكبر فضيحة في تاريخ أمريكا، والتي تسببت باستقالة الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون.
تدور أحداث الفيلم حول صحافييّْن متعطشيْن لكشف المستور والتوصل للحقائق المخبأة في أفواه المتهمين الخمسة الذين أُلقي القبض عليهم في قضية “ووترغيت” وبحوزتهم أجهزة تنصت. وتعرض مشاهد الفيلم المنهجيات الاستقصائية التي لجأ إليها الصحافيان، وعمليات التدقيق التي تبدأ من البحث في تفاصيل التفاصيل دون كلل أو ملل وصولاً إلى الهدف والحدث الجلل.
وعلى الرغم من كل العراقيل التي اعترت طريقهم، والتُّهم التي وُجّهت ولُفّقت لهم، إلا أن ضميرهم الصحافي الوطني والإنساني، دفعهم إلى استكمال التحقيقات والتقصي حتى أثبتوا لصحيفتهم العاملين فيها وللعالم أجمع، بأن الصحافة لم تحظَ بمسمى السلطة الرابعة عبثاً. سُميت كذلك لأن أي صحافي واثق من نفسه فهو قادر على أن يقلب موازين الأمور وأن يُغيّر حالاً عجزت على تغييره السلطات والدول.
تنتهي أحداث الفيلم بإدانة الرئيس نيكسون، وذلك بعد أن جمّع الصحافيان خيوط الحقيقة وربطا عقد متينة أساسها الأدلة، فتعقدّت مهمة الرئيس وقدّم الاستقالة بعد أن ثبُتت عليه تهمة التجسس على الحزب الديموقراطي واستخدام سلطته التنفيذية بتحركات وتطبيقات غير قانونية.
هذا النجاح المهني والديمقراطي تكلل بالخط العريض على الصفحة الأولى لجريدة “واشنطن بوست” حين نشرت خبراً بعنوان “نيكسون يستقيل” مما يدلل على قدرة الصحافة والعاملين بها على التغيير والهيمنة بطريقة نزيهة ترتكز على أسس صلبة من القيم والمبادئ الجليلة.