إبداع

التسجيل المنزلي الاحترافي

لم يعد بناء أستوديو منزلي لإنتاج الأغاني والموسيقى وتحجيم صعوبة هذا الأمر، حلماً للراغبين، فكل ما يرتبط بتسهيل العملية وبدون الحاجة للجهد والوقت والتكلفة، بات مضموناً، وذلك في ظل التكنولوجيا الحديثة وما أتت به من أجهزة ومعدات جعلت الأمر أكثر سهولة ومرونة ويسراً.

وبمنهاج يبسّط المسألة أكثر فأكثر، وفيه تهوين لكل ما يتعلق بهندسة الصوت إلى الحد الأدنى من المعرفة، تطرح أكاديمية “كُن” دورتها الجديدة لتعليم التسجيل المنزلي بلا تكاليف مدهشة، ولا جهود مضنية، وبعهدٍ تقطعه على نفسها، كما في باقي دوراتها في المجالات الأخرى، بأن ينتهي الطالب من الدورة وقد تعرّف على كيفية الحصول على نتائج عالية المستوى على صعيد التسجيل والميكس المحترف.
وعهدت الأكاديمية في تدريب الطلاب إلى المدرب العالمي ديفيد ويلز ليقدم عصارة ثلاثين عاما من الخبرة والتجارب في سبيل النهوض بعالم الموسيقى في الشرق الأوسط من خلال الأكاديمية الرائدة في هذه المنطقة.
وفي التعريف عن النتائج النهائية للدورة، فإن أكاديمية كن، تعلن أن المتدربين سيتعرفون في الختام على كل ما هو كفيل بتوجيههم ليعرفوا من هو الشخص الذي سيصبحونه عند إتمام الدورة.
أما المدرب ديفيد ويلز فيبدأ مقدمته للطلاب بالتأكيد على أنه سيكون دليلهم للحصول على نتائج هائلة فيما يتعلق بإعدادات التسجيل المنزلي. ويتحدث الموسيقي المهني العتيق عن كورسات يمتلكها ساعدت موسيقيين بالآلاف على تحقيق مبيعات هائلة.
ويطمئن الراغبين بدخول الدورة، بأنهم في النهاية، سيخرجون وقد عرفوا تماما كيف يمتهنون التسجيل والميكس بامتياز، ودون الحاجة لأستوديو مدهش أو كميات كبيرة من المال.
يريد ويلز أن يعزز الثقة في نفوس الطلبة فيقارن بين الأدوات والمعدات المتاحة في عصرهم، وبينها قبل ثلاثين عاما. يقول لهم ضاحكا:” في زمنكم معداتٌ كنت أحلم بها في طفولتي”.
يبدأ ويلز منهاجه بتعريف الطلاب على أقسام الأستوديو المنزلي العادي، والتي لا تزيد عن جهاز تسجيل وماك. ويخفف من الحاجة لأمور إضافية بالقول:” هنا، في الأستوديو العادي، تذهب كل مصادر الصوت إلى المسارات والتسجيلات، وتسجل من خلال الشاشات”.
يعترف بوجود فجوة بين أستوديو قديم للهواة وبين أستوديو محترف، فيكشف عن أن القديم أدواته أقل حداثة وأكثر تكلفة، بينما على العكس تماما: الأستوديو المحترف أكثر حداثة وأقل من حيث التكاليف.
وإذ نجحت الشركات في تقليص فجوة التكاليف بين النوعين المذكورين، إلا أن الفجوة في المهارات لم تتقلص. بمعنى أن العامل البشري يبقى البعد الأهم في الموضوع.
يكشف ويلز عن أنه درب مئات الآلاف من العملاء خلال ٢٠ عاما ونجحوا لاحقا في جمع ملايين المشاهدات على المواقع، برغم أنه بدأ العمل في أستوديو منزلي وبأدوات عادية كالكاسيت. وفي هذا رسالة للطلاب للاطمئنان للنتائج من هذه الدورة.
لدينا نوعان من طرق التسجيل بحسب ويلز، ولكل نوع إيجابياته وسلبياته. في هذا الإطار، ما يزال الأستاذ الشهير يدور في الخطوط للنظرية للدورة. أما النوعان فهما: التسجيل عبر آلة تسجيل، والتسجيل عبر برنامج كومبيوتر.
في الامتيازات التي نجدها في النوع الأول نجد: إمكانية التنقل، سرعة الإعداد، عدم التأخير، الصلابة والمتانة للقرص. مع شرح وافٍ لكل ميزة.
أما في السلبيات، فنسمعه يشرح عن محدودية في أربع نقاط وهي: مسارات الصوت، التأثيرات، القدرة على التوسع، مصادر الصوت. مع شرح وافٍ أيضا لمحدودية كل سلبية مذكورة.
أما في برامج الكومبيوتر والتسجيل عبرها، فالاختلاف كبير عما هو عليه التسجيل عبر الآلة.
نقرأ في إيجابيات هذا النوع عكس السلبيات في النوع السابق تماما. أما في سلبيات هذا النوع فنجد البطء بالاستجابة، وضرورة تحديث التراخيص (الإصدارات) والحاجة لجهاز إضافي على الدوام.
وللمقارنة بين النوعين عمليا، يخلص ويلز للقول: إذا أردتَ أن تصطحب نتاجك معك أينما ذهبت، ستحتاج لآلة تسجيل، أما إذا أردتَ توسيع مكتبتك فستحتاج للتسجيل عبر برنامج كومبيوتر.
يدخل إلى الإطار الفني للدورة ويستهل ذلك بمجموعة أسئلة تتعلق بكلا النوعين. تلك الأسئلة سيواجهها الطلاب حين يصبحون صانعي أستوديو. لكن ويلز يجيبهم عن كل سؤال على حدا.
في نطاق آلة التسجيل تبرز الأسئلة التالية:
كم عدد مسارات الصوت؟ كم عدد المسارات المتزامنة؟ كم عدد المراحل؟ ماذا عن التوصيل؟ ماذا عن تسجيل الميديا؟ مدى المتانة؟ واجهة المستخدم؟ كم عدد المؤثرات؟
أما في جانب التسجيل عبر برنامج كومبيوتر فتختلف الأسئلة وبالتالي الشروحات. ويبرز مايلي:
ما مواصفات الكومبيوتر الذي نحتاجه؟ ما المنصة التي ستستخدمونها؟ ما نوع الموسيقى التي ستنتجونها؟ ما واجهة المستخدم؟ ماذا حول ما يتعلق بمكتبة الأصوات؟ ماذا عن قيود التراخيص؟ ما الذي يستخدمه أصدقاؤك؟ كيف يبدو لك مجتمع الدعم؟
يجيب باستفاضة عن كل تلك الأسئلة، ليصل إلى ماهية الصوت وما يعنيه، فيبدأ ذلك بالنظري ومن ثم ينتقل إلى تطبيق كل شيء عمليا.
ما هو الصوت؟
يقول ويلز إن عالم التصوير يهتم بالضوء كثيرا، بينما يقابله في الموسيقى معرفة ماهية الصوت.
يقسم ماهية الصوت إلى ثلاثة أقسام: المستوى، الترددات، فيزياء الصوت.
في المستوى، يكثر الحديث عن مستويات الإشارة والتشويش والضوضاء ومستويات الضغط.
وفي الترددات، يتناول في الشرح: التردد الأساس، والنغمات التوافقية، ونطاق التردد.
بينما في فيزياء الصوت، يكون الانتباه لسرعة الصوت، ثم الأطوال الموجية، فالانعكاسات.
وقبل دخوله في نطاق التطبيق العملي لبناء أستوديو منزلي، يطرح قواعد التسجيل وعددها ثلاث: التسجيل النقي، الحصول على نسبة، عزل الصوت. ويقدم نصائح وإرشادات لتطبيق كل قاعدة مع شرحها باستفاضة.
بعد ذلك يباشر بالتطبيق خطوة خطوة.
الدورة بناءة، ومدتها ثلاث ساعات وخمسون دقيقة، وتقدم بالعربية والإنكليزية، ويحصل في نهايتها المتدرب على شهادة إنجاز صادرة عن أكاديمية فوكس وأكاديمية كن المعترف عليهما في الشرق الأوسط.

حقوق النشر © 2022 أكاديمية كن