إبداع

الإسعافات الأولية مهارات أكثر مما هي علم

قد لا يتاح لك الوقت لإسعاف نفسك أو أخيك أو أي شخص آخر في لحظة الخطر، فالحروق والكسور وربما النوبات القلبية أو التنفسية قد تكون أقرب لإرسالك إلى الأسوأ منها إلى السلامة، وعلى ذلك يتوجب على كل شخص أن يكون مهيأً مسبقاً للقيام بعمليات الإسعاف ولو الأولية، والتي تكون عادةً المرتكز للانطلاق إلى المستشفيات أو المراكز الصحية القريبة.ومن يظن أن الأمر بسيط أو يمكن حصره ببعض المعلومات يكن مخطئاً، لابل من يعتقد أن الإسعاف يكون موحداً لأي مشكلة صحية، عميقة كانت أو طارئة، هو أيضاً مخطئ، حيث أن لكل مشكلة طريقة لإسعافها، كما لكل مشكلة طريقة لعلاجها. بات من المفروض على الجميع مسابقة الوقت في الحالات الطارئة، ذلك بتعلم كل ما يتعلق بهذا المجال، إذ لا يجوز أن نستمر في فقدان الأعزاء لسبب صحي يبدأ بسيطاً ويكون التأخر في الإسعاف سبباً في تدهور حالته الصحية وانقياده إلى الموت.الإسعافات الأولية مهارات أكثر مما هي علم، وحين نقرن المهارة بالعلم سنصل إلى النتيجة المرجوة بكثير من الاحترافية. يبدأ كل شيء بمشكلة صحية تصيبنا أو تصيب المحيطين بنا، وهنا سيكون عامل الوقت العنصر الأساس في نجاح عملية الإسعاف، فالتأخر ليس في مصلحتنا على الإطلاق، علينا أولاً التمييز بين شخص وآخر، بين طفل مصاب أو شخص كبير، بين رجل وامرأة، وأيضاً علينا التمييز بين مشكلة وأخرى، فالحروق تختلف عن الكسور، والنزيف يختلف عن النوبة القلبية أو سوء التنفس، كذلك التعرض للعض من كلب أو لسعة أفعى تختلف عن كل المشكلات السابقة، فهناك حالات لا تشكل خطراً على حياة الانسان، ويمكن التعامل معها ببعض الهدوء، المدروس، كالحروق والكسور، وهناك حالات تستدعي الإسعاف بأسرع ما يمكن، كالنوبات القلبية أو لدغات العقارب التي قد تودي بحياة الشخص المصاب.

 الارتباك:

ربما يكون الارتباك هو السبب الأول في توجه كل شخص منا إلى تعلم الإسعافات الأولية، لأن معالجة الارتباك هي بداية معالجة وإسعاف الشخص المصاب، فالارتباك أهم مشكلة تصيب الشخص المسعف وفي هذه الحالة يتوجب تأهيل كل الأشخاص لمواجهة هذه المشكلة قبل مواجهة المشكلة الصحية، لأن الشخص المرتبك قد يكون وبالاً على الشخص المصاب أكثر من الحالة الصحية بذاتها.ننطلق إلى المناهج والعلمية على الفور، ونتجاهل ونحن في هذا العصر ما أتى به أجدادنا لمواجهة حالات كهذه، فالسابقون اجتهدوا وأصابوا وأخطأوا، أما أبناء هذا الزمن فملزمون بالصواب والصواب فحسب.دعونا ننسَ دهن الحروق بمعجون الأسنان، أو الضرب على ظهر شخص يختنق ظناً أننا بهذا سننقذه. هناك في العلم ما يرفض ذلك كلياً، وكل هذا موجود في برامج ومناهج حديثة علينا الإقدام على تعلمها.

 أنواع الإصابات التي تحتاج إلى إسعافات أولية:

إضافة إلى ما ذكر آنفاً من إصابات، لدينا الجلطات والإغماءات وحالات التسمم والاختناق وسوى ذلك، وعلينا أن نفهم أن لكل حالة مهارة خاصة بها، ولا يمكن لمهارة واحدة أن تستعمل في حالتين، وهنا يجدر التوجه إلى المنهجية والعلمية، فضلاً عن الإشارة إلى أنه ليس كل حالة تستدعي زيارة المستشفى، فهناك ما يمكن إسعافه ومن ثم علاجه منزلياً، وهذا أيضاً سيظهر عند دراسة ملف الإسعافات الأولية منهجياً وعلمياً.

 إرشادات لابد من التقيد بها في مجال الإسعافات الأولية:

1-  دورك كمسعف لا يقتصر على إنفاذ حياة المريض، بل يتطلب عدم التسبب بمضاعفات للمريض بسبب الخطأ في عملية الإسعاف، فهناك وسائل تنقذ الحياة ولكنها تسبب العجز.2-  إذا لم تكن مؤهلاً علمياً فلا تسعف أحداً، بل سارع إلى الاستنجاد بغيرك أو طلب المستشفى فوراً، فأي خطأ عن جهل قد يودي بحياة المريض على الفور.3-  الإسعافات الأولية هي أولية بالاسم لكنها قد تكون شاملة للحالة، وتكفي لحل كل المشكلة لذلك عليك تعلمها من الألف الى الياء.4-  تعلم الإسعافات الأولية ليس مشروط بمستوى تعليمي أو تثقيفي عال أو متوسط، فالمسألة مهارية قبل أي شيء آخر، وبذلك قد ينجح الشخص الأمي أو ضعيف التحصيل العلمي ويفشل المتعلم، فالعملي هنا غير النظري.5-  الإسعاف الأولي لا يلغي دور الطبيب، فأنت في النهاية تنقذ حياة الشخص ولكنك ستحتاج الطبيب في النهاية ولكن بعد أن تنقذ حياة المريض. عليك أن تتعلم التالي:1-  كيفية مواجهة الحروق والكسور معاً، فالحالتان متشابهتان في كيفية عملية الإنقاذ، وهما في الغالب لا تشكلان خطراً مباشراً على حياة الانسان.2-  كيفية مواجهة النزيف الدموي لوحده، فالنزيف الدموي قد يكون من الوجه، وقد يكون من اليد أو القدم وعادةً لا يشكل خطرا على حياة الإنسان.3-  كيفية مواجهة الجلطات والنوبات القلبية والاختناق معاً فالحالات الثلاثة هذه خطيرة جداً، وقد تودي بحياة الإنسان مباشرة، لذلك عليك أن تتعلمها على خط واحد.4-  كيفية مواجهة لسعات الأفاعي والعقارب معاً، وهذه مختلفة عن الكسور والحروق وعن النزيف وعن الاختناق والجلطات والنوبات، ويجب تعلمها على خط واحد أيضاً.5-  كيفية التأهب والجاهزية للمواجهة.6-  القدرة على عدم التدخل إذا كنت جاهلاً بالحالة وكيفية التصرف في هذه الحالة.

مواضيع كثيرة ومتنوعة يمكنكم الاطلاع عليها واكتساب الكثير من الخبرات والمهارات على منصة أكاديمية كُن

https://kun.academy/

حقوق النشر © 2022 أكاديمية كن