من منا لم يعانِ في دراسته الابتدائية من مادة الرسم؟ وهل منا من لم ينفر من تلك المادة في طفولته ومن ثم يقف أمام الفنانين التشكيليين باحترام بعد الكبر؟ كم هي صعبة على من لا يفهمها وبسيطة عند من لمس عذوبتها؟ والأهم، كم هو جميل أن يكون في عالمنا من يعرّف عن هذا العالم بالرسوم دون الحاجة للكلام؟
إنه الرسم، أو الفن التشكيلي، الفن الذي يعود إلى الأزل، بدليل أن الكثير من المعلومات عن أقوام عاشوا قبل ألفيات من الزمن لم نحصل عليها إلا من خلال الرسوم والتي يقدر سعر الصورة الواحدة منها، اليوم، ملايين الدولارات في أسواق التراث والمتاحف في العالم.
لكن، هل استطعنا في الشرق الأوسط تحديدا، أن نصنع واقعا لعالم الفن التشكيلي؟ وهل بنينا على إمكانات طلابنا في مراحل الدراسة الأولى، ممن كانوا يحققون درجات عالية في مادة الرسم، وطوّرنا لديهم المهارات التي امتلكوها بالفطرة؟ بالتأكيد لا. هذا يقودنا إلى مشكلة لا بد من إيجاد الحل لها وقد وجدناها.
ففي ضوء السعي الجاد من أكاديمية كن الرائدة في دورات الأونلاين في الشرق الأوسط لتحقيق الواقع الأكاديمي في مختلف مجالات الحياة، أطلقت الأكاديمية دورة تدريبية جديدة لتعليم الرسم، أو أسس الرسم والفن التشكيلي الراقي، وبنظام التعليم عبر الإنترنت، أو التعليم الذاتي الذي يحصل عليها الطالب وهو في المنزل.
واختارت الأكاديمية الشهيرة الفنانة التشكيلية نور بهجت للقيام بمهمة التدريب والإشراف الفني على الدورة وببرنامج تدريبي احترافي سيتمكن الطالب الذي يخضع لهذه الدورة من الخروج منها بصفة رسام أو فنان تشكيلي وبمجرد اتباعه للخطوات والتعليمات التي سترد في الدورة.
وتعرّف الأكاديمية عن دورتها بما ستقدمه للطالب، أو ما سيتعلمه الطالب من كورسات الدورة بأكملها، فتقول إنه سيحصل على العديد من النقاط التي تشكل أساس الرسم، كالتصوير بالألوان، من الخط الواحد إلى التبسيط بالأشكال، وتحليلها والتظليل بالنسب والقيم. وسيتعرف أيضا، بحسب الأكاديمية، على عناصر الفن، كالشكل والنسب والمنظور وقيم التظليل والنور وبناء التكوين والخط. كما سيتعرف إلى الأدوات التي يحتاجها في عملية الرسم، وعلى تقنيات صناعة محيط الشكل الشفاف. وكل هذه الأمور سيخضع الطالب في الدورة، لتدريبات عملية عليها، ستمكنه في نهايتها من الخروج رساما محترفا ولا شك.
أما نور بهجت، والتي تدخل الدورة مدربةً وبثقة عالية، فتؤكد أن الكورس الذي ستقدمه للطلاب يساعد المبتدئين مثلما يساعد المحترفين و”الفرق هنا نسبي وحسب”.
وتعرّف الرسم بأنه الفن الذي تتكلم فيه الصورة لتعبّر عن الكثير من الأشياء. وتشير هنا إلى أن الموهبة التي يملكها الشخص في الرسم غير كافية ليصبح رساما محترفا، بل هناك تقنيات وأسس وقواعد لا بد من اتباعها لتحقيق النقلة النوعية في مسيرة الفنان التشكيلي.
دروس نوعية نراها في الدورة. من جهة نتعرف على ما هو “قبل الرسم” وتتلخص بفقرات تطمينية للطلاب حول ما سيحصلون عليه. مثلا هناك فقرة “كيفية الاستفادة من هذا الكورس” وفيها تعليم الطالب كيف سيحصل على المطلوب، كي لا يستصعب المنهاج الذي سيواجهه في منتصف الطريق. كذلك هناك فقرة “كيف نرى العالم” أو “كيف نعرِف شكل الأشياء” وهذا كله قبل أن يمسك الطالب بالقلم والورقة ليرسم، فتأخذه نور بهجت في رحلة إلى طفولته، منوهة بأن الذاكرة تلعب دورا كبيرا في شأن كهذا:” الأشياء في أيام الطفولة باتت رمزا، فكيف نراها الآن؟.. علينا ابتكار رموز جديدة للعناصر التي ألِفناها في ماضينا البعيد”.
تنتقل إلى عناصر الفن وتعدّدها “الخط والشكل والنسب والمنظور والظل والنور، والتكوين.
من ثم تعرج إلى الأدوات التي تستخدم في عملية الرسم، كالأقلام والأوراق والممحاة، والممحاة المعجونة، لكن مع شرح مفصّل ودقيق عن المسألة الفنية في هذا الجانب، فالقلم هنا ليس هو القلم الذي نكتب به، بل قلم حيوي خاص بالرسم. كذلك تفرق بين الممحاة والممحاة المعجونة وفق دور كل واحدة منهما في عملية الرسم.
بعد ذلك تنطلق نور بهجت إلى عالم التمارين والتدريبات من خلال رسوم على الطلاب مشاركتها، وعليهم أيضا تقديم رسومات من صنعهم وفق مشاهداتهم ومتابعتهم للدورة.
وتثق نور بهجت، وأكاديمية كن أيضا، بأن المنهاج كفيل بحل أي مشكلة متعلقة بالفن التشكيلي لدى الطلاب المشاركين، علما أن المنهاج يقع في ساعة و20 دقيقة ويقدم باللغة العربية ويحصل في نهايته كل طالب على شهادة إنجاز صادرة عن أكاديمية كن المعترف عليها في الشرق الأوسط.