لم يأت اختيار أكاديمية كن للفنان العربي جمال سليمان ليكون المشرف والمدرب في دورة “ماستر كلاس إعداد الممثل” والتي تقيمها الأكاديمية عبر منصتها الإلكترونية، من فراغ، بل جاء قياساً بتاريخ حافل للنجم السوري، تاريخ لا يبدأ بالدبلوماسية ولا ينتهي بالفن الذي يعتبر جمال، اليوم، أحد أبرز صناع الجمالية فيه على صعيد الشرق الأوسط.
جمال، وفي عناوين مختصرة حول مسيرته، نجد أنه أكثر من شخص في رجل واحد، وهذا، بطبيعة الحال، يساعد على تكوين الأسس التي عليها يتم بناء الممثل أو إعداده، ذلك أنها المهنة التي تتطلب وعياً وإدراكاً شاملين، من شاغلي كل مساحة فيها.
أكاديمية كن، والتي تعتمد في دوراتها نظام التعليم عن بعد، وتقدم دروسها عبر الأونلاين، وبإشراف مدربين نجوم من الصف الأول عالميا، تدرك أن تكوين الممثل بالأحرف الأولى، يحتاج إلى أكثر من مجرد منهاج عملي خاص بالتمثيل. فالممثل ليس فقط شخصا يؤدي دورا مكتوبا على ورق ويقف أمام كاميرا مخرج ليجسده، بل هو وجه إعلامي قبل كل شيء، طالما أن الناس لن ترى أعماله إلا على الشاشة، الصغيرة أو الكبيرة.
إزاء ذلك، كان خيار الأكاديمية نجماً دراميا وسينمائيا كبيرا بحجم وقيمة جمال سليمان، الذي يتمتع بحضور إعلامي منقطع النظير، سواء في الشاشات، أو الصحف، أو الإذاعات، أو حتى مواقع التواصل الاجتماعي. وقد تبين لنا، من خلال الدورة التي يقدمها سليمان كأستاذ، أنه يعمل على الجانب الإعلامي للممثل الناشئ، بنفس القدر الذي يعمل فيه على تأسيسه كممثل.
أضف إلى ذلك، أن الممثل، وبما يشغله في حضوره، يحتاج إلى اللياقة والدبلوماسية، سواء في التعاطي مع التمثيل، أو في يومياته الاجتماعية، أو حتى في حضوره الإعلامي. على ذلك، كان الخيار الموفق من الأكاديمية الرائدة على مستوى الشرق الأوسط، بجمال سليمان، الذي شغل، ولسنوات، منصب سفير صندوق الأمم المتحدة للسكان قبل أن يستقيل منه لأسباب إنسانية صرفة.
على ذلك، يكون جمال سليمان، كخيار لأكاديمية كن، قد ظهر أمام طلابه في الدورة بثلاثية شخصية: الممثل المبدع، الوجه الإعلامي البارز، الدبلوماسي. وكل هذه الصفات يجب أن تتوفر في الممثل الناجح، بالتالي، فالمكسب يتحول إلى الطلاب وحسب.
في الدورة، شاهدنا اللغة التي يستعملها جمال في تلقين الطلاب الدروس: لغة المعلم لطلاب المرحلة الابتدائية في محور ما، ولغة الأستاذ لطلاب المرحلة الجامعية في محور آخر. هذا مرده الوحيد إلى أن الرجل، وبما امتلك من احترافية، يدرك تماما أين هي نقاط الضعف في كل طالب، وأين هي نقاط القوة، فيعطي في كل نقطة اللغة التي تستأهلها.
لا يمكن الخوض في تاريخ جمال سليمان الفنان، فأكثر من ثلاثين عاما من النتاج الدرامي، والنجومية المستمرة، إن في سورية التي ختم فيها المسائل كافة، دراميا وسينمائيا، أو في مصر التي انتقل إليها ودخلها نجماً في العام 2006 من خلال مسلسل “حدائق الشيطان” وتحول فيها إلى هوليودي مثير للجدل بين إعلامها ونجومها التاريخيين، لا يمكن البحث فيها أو تفصيلها في مقال أو بضع صفحات.
إلا أنه يمكن البحث والتركيز في آلية عطاء جمال في أكاديمية كن والتي تؤكد، بعد المشاهدة والمتابعة، أن من يتدرب تحت يدي هذا النجم، يتمنى لو أن الدورة تطول وتطول ولا تنتهي.
جمال سليمان في أكاديمية كن لا يصنع نجوماً، بل يعد ممثلين وحسب، لكن مثلما قيل في الثمانينات ” من يصافح فيروز يصبح مطربا” بالإمكان تجيير هذه المقولة إلى جمال والقول “من يتدرب تحت يدي جمال سليمان سيصبح ممثلا.. بل ونجماً”.
هذا عن خيار أكاديمية كن في ماستر كلاس إعداد الممثل، وقد شكل فرصة للإضاءة على شخصية هوليودي في هوليود الشرق.