إذا كنت مبتدئاً في كتابة السيناريو، فإن ثمة أخطاء قد تقع فيها ولا تشعر، ولكن المخرج، أو المنتج، أو أي عضو في لجنة قراءة نصوص في الجهة المنتجة، سيلاحظها، وقد تكون سببا في رفض النص الذي نال منك ومن وقتك وجهدك الكثير.
في أكاديمية كن، أقيمت دورة كتابة السيناريو، وتضمن الكورس الأكاديمي كل التفاصيل المتعلقة بنجاحك في المهمة، لكن ثمة بعض الأخطاء، وهي شائعة، لا بد من تجنبها بمجرد أن تبدأ بالكتابة.
وفيما يلي نستعرض هذه الأخطاء، بعد أن نعيد عليك تعريف السيناريو بأنه سرد مبسط لحكاية، لكنه ليس رواية أو جريدة، بل هو نوع مستقل من الكتابة لا يشبهه نوع آخر.
الأخطاء الشائعة في كتابة السيناريو:
عليك أن تستخدم كل ما هو بسيط في السيناريو، الوضوح أهم ما يميزه، فلا أحد سيقرأ لك ليعبّر عن إعجابه بصياغة فلسفية لمسألة حياتية تتحدث عنها.
ابقَ بسيطا في الطرح لتأتي أفكارك مبسطة، فالتعقيد لا يضر إلا الكاتب، فلا تكن الشخص الذي يقع عليه الضرر.
على الجانب الأيمن من الصفحة، ستكتب السيناريو، والذي هو الوصف للمشهد الذي يراه الجمهور على الشاشة. في هذا الجانب، عليك أن تختصر الفقرات وتبتعد، ما أمكن، عن الإطالة فيها. أربعة أسطر هي أكثر ما يمكن كتابته في الفقرة الواحدة، كما أن وضع فراغ بين فقرة وأخرى سيساعدك كثيرا على الإيضاح والتبسيط، فكل فراغ هو فاصل بين لقطتين، والفقرة الواحدة هي لقطة بحد ذاتها. لذا، كن حذرا من الإطالة.
- الإغراق في الوصف والتوصيف:
قد تظن أن الجانب الأيمن المواجه لك في الصفحة هو للوصف والوصف المغرق. هذا خطأ. فكل شخص في النص، أو كل شيء فيه، عليك وصفه مرة واحدة فقط. لا تصف الشخص مرتين، فلا أحد يهتم للهندام الذي يرتديه البطل إلا إذا كان الهندام في مشهد ما على صلة بموضوع المشهد.
من الأخطاء الكثيرة التي يقع فيها الكاتب المستجد، إذ تراه يجعل الحوار في المشهد طويلا، وقد يسعى لتبرير كل كلمة على لسان الشخصية. هذا خطأ أيضا، فهناك مهارة عليك التمتع بها لإيصال الفكرة من الحوار بين الشخصين دون أن تكون المفسر لما يقال بينهما، لأن غير ذلك يعتبر ثرثرة، والثرثرة أحد العوامل الهدامة للنص.
وهذا يختلف عن الخطأ السابق. يكفي القول بأن كل صفحة مكتوبة، وصفاً وحوارا، يجب أن تستنزف دقيقة زمنية واحدة على الشاشة. إذا طالت أكثر من ذلك فهذا يعني أنك أخطأت.
قلة التركيز قد تؤدي إلى رفض السيناريو من الصفحة الخامسة أو ما يقرب ذلك. لا يمكن لك أن تعتمد على الذهن في الكتابة، فالذهن يتعب وينشغل، وبالتالي، قد تختلط عليك الأفكار وتضيع التراتبية، وقد يحصل أن تطرح مشكلة ما في العشر دقائق الأخيرة وينتهي السيناريو دون أن تكون قد عالجتها بسبب قلة التركيز. الحل الوحيد لهذه المشكلة هي المسودة الورقية، بحيث تكون كل التفاصيل على ورق مبدئي، قبل أن تنقلها إلى الورق الأساسي، وذلك حفظا للسلاسة والمنطقية في الطرح.